11 سبتمبر 2025

تسجيل

التقوى ها هنا.. أيها الفتى

01 يونيو 2019

اجعلوا من رمضان رحلة مدتها شهر سموها (رحلة القلب إلى الله) ولتكن كما يقول ابن القيم (الولادة الثانية) للقلب فالسير الحقيقي الى الله ليس سير الأبدان فقط، بل سير القلوب مع الابدان، نعم فالجسد يسعى الى المسجد عَنْ أبي هريرة عن النَبِيِّ ﷺ قَالَ: منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ اللَّهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ متفقٌ عَلَيهِ. ولكن هناك سيرا آخر وهو سير القلوب (فالأعمال بالنيات) وفي الحديث عَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"عندئذ ندخل مدرسة الصيام بهذه المضغة التي إذا صلُحت صلُح الجسد كله، فكما نذوق طعم الأكل برمضان فهل نذوق طعم الإيمان فيه؟ فنفرح يقول الحسن البصري"تحسس قلبك عند ثلاث "في الصلاة وعند تلاوة القرآن والذكر" وإلا فاعلم أن الباب مغلق. ومن مات قلبه قبل جسده فقد هلك والعمى الحقيقي ليس عمى البصر قال تعالى (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج معا نعيش في مدرسة الأخلاق ومع مدرسة القرآن نعيش ومع مدرسة الإحسان نعيش ومع مدرسة التوبة نعيش (إنها مدرسة رمضان) وصيام القلب مع الأبدان وصولا الى التقوى والتقوى كما اشار النبي هاهنا ( الى القلب) قال تعالى (ولباس التقوى ذلك خير)، غذوا القلوب بالقرآن وبالذكر والاستغفار والصدقة وصلة الارحام في رمضان (فمن زرع الحبوب وما سقاها*** تأوه نادما يوم الحصاد) تلك هي العبادة بمفهومها الشامل. هي كل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعال الظاهرة والباطنة. صيام القلب من هنا نبدأ (القلب) وإذا صحت البداية صحت النهاية.