08 نوفمبر 2025
تسجيليعيشُ غلمانُ دحلان: حكامُ أبو ظبي أسوأ أيامِ تاريخهم التآمريِّ بعدما حطمتْ بلادنا أوهامهم وأحلامهم الأكبر كثيراً من حجومهم الضئيلةِ. فقد اعتقدوا أنَّ انقيادَ السعوديةِ لهم، وعبوديةَ قميءِ مصرَ وسفاحها أبي الفلاترِ السيسي لمالهم الحرامِ، وتراقصَ جزيرةِ البحرينِ على أنغام الغدرِ، أمورٌ تجعلهم قادرينَ على غزوِ وإخضاعِ بلادنا، وتغييرِ النظامِ السياسيِّ فيها. لكنهم، فوجئوا بقوتها الهائلةِ، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فانكفأوا يلعقونَ جراحَ خيبتهم، وأخذوا يحاولونَ، عبثاً، إعادةِ صياغةِ مؤامرتهم بحيثُ تحفظُ نهايتها المحتومةُ ماءَ الوجهِ لهم ولأتباعهم السعوديينَ. فبينما كان سمو الأمير المفدى يتحدثُ في إندونيسيا عن الحوارِ واحترامِ سيادةِ الدولِ، كان الغلمانُ يتصرفونَ كزعماءِ عصابةٍ منَ الدرجةِ العاشرةِ، فقاموا بحذفِ بلادنا من خريطةٍ تضمنها إعلانٌ تلفزيونيٌّ لشركةِ النفطِ الإماراتيةِ: أدنوك، فأضافوا بذلك مادةً جديدةً للسخريةِ منهم، وأضحكونا بشدةٍ، وجعلونا نشفقُ عليهم بسبب أمراضهم النفسيةِ الناتجةِ عن شعورهم بضآلتهم أمامَ قطرَ الحبيبةِ، ومكانتهم المتدنيةِ في قلوبِ العربِ والمسلمينَ والشرفاءِ في العالمِ. لنقرأْ بعضَ ملامحِ المشهدِ السياسيِّ، ونناقشُ تفاصيله في نقاطٍ كالتالي: 1) يقومُ سمو الأمير المفدى بمهامه كرجلِ دولةٍ، فيسافرُ في زياراتٍ رسميةٍ لدولِ العالمِ، ويتابعُ تنفيذَ المشاريعِ العملاقةِ في بلادنا، ويخططُ لمستقبلٍ أروعَ لأبنائنا وأحفادنا، ويختلطُ بأبناءِ شعبه في الأماكنِ العامةِ دون وجودِ رجالِ أمنٍ يحيطونَ به، ويمنعونَ الناسَ من الاقترابِ منه للسلامِ عليه، فيقابلهم ببشاشته وتواضعه وأدبه الجمِّ، ويبادلهم الحديث ويمازحهم بلطفٍ شديدٍ، رغم أنه الشخصيةُ الرئيسةُ في ملحمةِ صمودنا، والمستهدفُ الأولُ بغدرِ وخيانةِ (الأشقاء)، مما يعني أنَّ سموه واثقٌ من حبِّ وولاءِ شعبه الذي يعلم كلُّ واحدٍ من أبنائه وبناته أنَّ له موضعاً في قلبه الكبيرِ. أما (الأشقاءُ) الغادرونَ، فلا نراهم إلا في قصورهم أو وسطَ المئاتِ من قواتهم الأمنيةِ. ولم نرهم يوماً يتجولونَ في شوارعِ مدنِ بلادهم، لأنهم يعلمونَ أنَّ شعوبهم لا تحبهم ولا تحترمهم، فهم لم يقدموا لها إلا المعتقلات والتعذيب، واحتقارَ إنسانيةِ المواطنِ، وإرهابه بالعقوباتِ المشددةِ حتى على صمته أو تعاطفه الشخصيِّ. 2) نلاحظُ أنَّ الذينَ تمَّ إغراؤهم بالمالِ الحرامِ أو بأحلامِ وصولهم للحكمِ في بلادنا، قد اختفوا من المشهدِ، ولم يعد لهم وجودٌ إلا في التويتر حيثُ يقومُ (الأشقاءُ) بالتغريدِ بأسمائهم ضد بلادنا. وهذا يدلُّ على استنفادِ الغرضِ منهم، وعلى وجودِ متغيراتٍ قويةٍ لصالحِ بلادنا داخلِ بعضِ أجنحةِ العائلةِ المالكةِ في السعوديةِ، والأسرِ الحاكمةِ في الإماراتِ. ومن جانبٍ آخرَ، أعتقدُ أنَّ الذين ارتضوا لأنفسهم أنْ يكونوا أدواتٍ في المؤامرةِ، يتمنونَ لو استطاعوا العودةَ وطلبَ العفوِ من سمو الأمير وشعبه، لكنهم يعيشونَ تحتَ رقابةٍ مشددةٍ. ورغم ذلك، فإنَّ ما قاموا به لا يغتفرُ، وسيظلُّ وصمةَ عارٍ في سجلاتهم. 3) تعيشُ بلادنا حالةً من الاسترخاءِ الأمنيِّ رغم التهديدِ الوجوديِّ الذي تتعرضُ له من دولِ الحصارِ. فلا نرى في شوارعنا تأهباً أمنياً حتى على مستوى قواتِ الشرطةِ. ولا توجدُ رقابةٌ على المواطنينَ والمقيمين، بل يعيشُ الجميعُ حياتهم المعتادةِ بكلِّ تفاصيلها في عملهم وعلاقاتهم وسهرهم ونقاشاتهم في القضايا العامةِ والخاصةِ. وهذا مؤشرٌ على قوةِ وثباتِ النظامِ السياسيِّ، وصلابةِ جبهتنا الداخليةِ الملتفةِ حولَ القامةِ الشامخةِ لصقرِ العربِ: تميم المجدِ. نقولُ لغلمانَ دحلانَ وأتباعهم السعوديينَ إنَّ ما ارتكبوه من جرائمَ ضد بلادنا ليس مستغرباً منهم، فقد قاموا بارتكابِ أفظعَ منها ضد الأشقاءِ الفلسطينيينَ والسوريينَ واليمنيين والمصريينَ، ويرتكبونَ اليومَ أعظمَ جرائمهم هولاً من خلالِ سعيهم لتقسيمِ اليمنِ وسوريا. ولكنهم سيفشلونَ في كلِّ مساعيهم، وستبقى ديارُ العروبةِ والإسلامِ، وسيكتبُ التاريخُ اسمي قطرَ وسمو الأمير بأحرفٍ من كرامةٍ وحضارةٍ وأخلاق، وسيزولُ الغلمانُ وأشباههم، ولن يذكرهم التاريخُ إلا كعثراتٍ أخلاقيةٍ ارتكزتْ على الغدرِ والجهلِ والانحطاطِ الحضاريِّ.