14 سبتمبر 2025
تسجيلتمر علينا لحظات نشهد فيها بعض الأشياء، التي بمجرد أن تعترض طريقنا بفضل صدفة مُقدرة، فإننا نعود لزمن سابق سبق لنا أن عشناه؛ لنتذكر التفاصيل بدقة متناهية، فيبدو الأمر وكأننا نعيشها من جديد، فنسعد إن كانت الذكريات المُسترجعة سعيدة، ونحزن إن خالفت ما قد سبق، وما يحدث أننا قد نندمج وعملية معانقة تلك الذكريات؛ لننشغل بها لبعضٍ من الوقت، متى أدركنا الشوط الذي قطعناه منه، بدأنا نتساءل عن السبب الذي أقحمنا وسط تلك الأجواء؟ دون أن ندرك أن الأمر يتطلب مفتاحاً يفتح بوابة الذكريات، التي أخذتنا حيث وجدنا أنفسنا، وتركتنا هناك؛ لأسباب لربما تحتاج منا إلى النظر فيها من جديد، أو التفكير بها بشكلٍ مخالف يخالف كل ما سبق له وان كان منا من قبل، والحق أنه ما يكون؛ كي يربطنا بماضينا فلا ننساه مهما تزاحمت المهام والمسؤوليات، التي لا تهدأ أبداً وتظل تقرع الرؤوس؛ كي تضمن انشغالها بها كل الوقت، حتى تجد لها ما يُخمد صوتها، ويكتم أنفاسها لثوانٍ محدودة، تكون كافية وكفيلة بخطفنا منها؛ كي تعود بنا إلى الوراء قليلاً حيث تلك البوابة، التي تهرع إليها الذكريات بحرارة؛ كي تستقبلنا، فتسعد بعودتنا إليها، وتبدأ بمعانقتنا؛ لنسترد عبق الماضي من خلالها، وندرك ما كان منا فيه، وما كان لنا منه، وهو ذاك الذي قد يتطلب نظرة مخالفة ومن زاوية مختلفة تحمل من التغيير ما يكفي، ليُغير توجه مؤشر حياتنا لمكان أفضل لم نكن ندركه من قبل، لكننا حين فعلنا في هذه المرة، فلقد سمحنا لأنفسنا بتفهم ما نفعله بحياتنا وفيها، وفتحنا الباب لأساليب جديدة نفكر بها ومن خلالها بالطرق المناسبة؛ لاستيعاب ما يحدث ويدور، فتكبر حينها رقعة التفكير؛ لنستوعب الحدث بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الوضع في السابق، ويبقى السؤال: هل سبق لك أن وُجِدت وسط تلك الأجواء؟ وما هو المفتاح الذي فتح لك بوابة الذكريات تلك؟لاشك أن تواجدك وسط تلك الأجواء يُعد أمراً طبيعياً؛ لأنك حتى إن انشغلت بكل تلك المهام التي ستتزاحم من حولك، فإنك لن تتمكن من تكريس كامل حياتك لها، دون أن تلتفت لأي شيء آخر، سيختطفك في نهاية المطاف، وتحديداً حين تشعر بالكلل والملل من تماديك بالالتزام بما عليك من التزامات مهمة (بالنسبة لك) ستفقد أهميتها حين تجد ما هو أهم منها، ولكنه لم يأخذ حقه منك سابقاً؛ نتيجة لتهورك، أو لعدم انضباط الظروف، التي كانت تحتفي بالحدث، ففقدت قدرتها على متابعته على خير وجه، كان ليضمن لك الخير حينها، وسيرفع من رصيد إنجازاتك (التي كانت لتُحسب لك لا عليك)، ولكنها تلك التي لم يُقدر لها ذلك؛ بسببه ذاك الخلل الذي أصابك سابقاً، ولم يصمد طويلاً؛ كي يمنعك من تصحيح ما قد كان، بل سلم واستسلم لحتفه مع أول فرصة ظهرت؛ كي تخطفك وتأخذك لتلك البوابة حيث يجدر بك أن تكون؛ كي تُعيد حساباتك، وتراجع ما قد كان منك في السابق، ويستحق فرصة ثانية؛ كي يخرج لك بما تريد كما كنت تريد، ولكنك لم تتمكن من ضبطه سابقاً لأسباب لربما لم تظهر حينها، ولكنها وقفت لك بالمرصاد وحالت دون وصولك لكل ما كنت تريده، والآن وبتلك اللحظة التي قدمت لك مفتاح بوابة الذكريات؛ لتعود إلى الوراء قليلاً، فلقد قُدر لك أن تعيش ما لم تتمكن من معايشته كاملاً؛ لتتمكن من الانتهاء منه كما يجب، فتكون النهاية المطلوبة لبداية مرجوة، تحمل لك من الخير الكثير، مما يكفي لجعلك تركز أكثر على ما قد سبق لك أن حققته، ومازلت تفعل حتى هذه اللحظة، التي ستشعر فيها بإقبال أكثر على الحياة سيجعلك تستمتع بكل ما تقوم به، دون أن تجد ما يمنعك عن فعل ذلك، وحتى يكون لك ذلك فعلاً، نسأل الله التوفيق لك وللجميع.. اللهم آمين.