04 نوفمبر 2025

تسجيل

العراق في قلب العرب

20 أكتوبر 2014

جاءت زيارة وفد جامعة الدول العربية بالأمس إلى بغداد في ظل متغيرات إقليمية شديدة الحساسية وبالغة الدقة، خاصة مع تصاعد الحرب الدولية ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام، التي دخلت شهرها الثاني، والتى يتسع نطاقها يومياً فى سوريا والعراق، لاجتثاث التنظيم الارهابى الذى بات يهدد سلامة ووحدة الدولتين في ظل سعيه لتفتيت الدولتين لإنشاء دولته المزعومة، مقدمها للعالم في صورة صادمة مع ارتكاب مسلحي التنظيم ابشع الجرائم باسم الاسلام، بعد أن استباحوا أرواح الأبرياء فى كلتا الدولتين من المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، وغيرهم من رجال الاعلام والعمل الخيرى الأجانب، فلاشك ان العراق الشقيق كان بحاجة كبيرة الى مثل هذه الزيارة العربية — رغم تأخرها كثيراً —، لدعمه فى السعي نحو استعادة بنيته السياسية والاجتماعية للحفاظ على وحدته، باعتباره يمثل ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة العربية، ومساندته فى حربه على الارهاب الاسود التى وضعته فى مفترق طرق خطير.. يواجه من خلاله امتحاناً صعباً. ومن هنا فان الزيارة تأتي عرفاناً بدور العراق وتراثه الحضاري والانساني وفضله الكبير على أسرته العربية وبقية دول العالم. وتحمل رسالة بالغة القوة، رسالة تحمل تأييد وتضامن الدول العربية مع العراق حكومة وشعبا لأنه يمر بظروف صعبة، رسالة تقول لأهلنا فى العراق بكل قوة ان الدول العربية جميعها تؤكد حرصها على سيادة العراق واستقلاله وأن التحالف الدولي لإنقاذ العراق أساسه عربي وانطلق من مؤتمر جدة في السعودية". وأن هناك دعما سياسيا عربيا لبغداد من خلال التوجه بفتح سفارات الدول العربية بالعراق، ومنع تسلل الجماعات المسلحة إلى الأراضي العراقية وإيقاف تمويلها ومواجهة الفكر المتطرف الذى ينتشر بشكل سرطاني في كل المنطقة وبصورة تشكل خطرا حقيقيا على دول المنطقة. كما تكتسب الزيارة مزيدا من الاهمية كونها تجيء قبل ساعات من زيارة يقوم بها حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى اليوم الى طهران ضمن الجهود التي يبذلها العبادي لتوحيد مساعي المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش. الزيارة إذن تحمل العديد من الرسائل والمعاني لتؤكد مغزى واحدا ومفهوما جليا واضحا، ملخصه(ايها العراقيون لستم وحدكم فى حربكم على الارهاب، واستعادة دوركم القيادي في المنطقة هدف مقدس لاسرتكم العربية، وعليه فانكم فى القلب وظهيركم العربى ابدا لن يتخلى عنكم). صحيح أن الزيارة العربية جاءت متأخرة بفعل الظروف الداخلية التى مر بها عراقنا الشقيق، ولكن كما يقول المثل (أن تأتي متأخراً..خير من ألا تأتي).