15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ثمةَ عامل مشترك بين أربعة بلدان عربية (أو ما يُفترض أنها كانت عربية يوماَ ما) هي تحديداً فلسطين والعراق وسوريا واليمن. كلها لأسباب قد تتباين هنا أو تختلف هناك؛ من سلمها أو باعها أو تنازل عنها (لا نقول حكومات بل نقول حكامٌ أعرابٌ) لقوىً أجنبية إقليمية أو غير إقليمية. مثل هؤلاء أو أولئك الأعراب ليست عندهم ديمقراطية من أي مستوى أو شكل يمكن أن يحتكموا إليها وعليه ؛ فقد قرروا بفردية أو بديكتاتورية مطلقة (نتيجة إغراءات متنوعة من قوىً أجنبية أو ضغوطاتٍ لم تعد تخفى على الشعوب العربية) التفريط في أراضٍ أو بلدانٍ عربية. بمعنى أن شخصاً فرداً لعب بمصائر شعوب وبلدانٍ بأكملها غير عابئ بأي شيء قد طالما أن أبواقه تسميه " الراعي " وتسمي من يسومهم سوء المهانة " بالرعية. " لن نبحر بعيداً في التاريخ ونتحدث عن سقوط غرناطة والأندلس كلها أو الخلافة العثمانية ودور الأعراب فيها وإنما نوفر على أنفسنا رفع الضغط ونبدأ من فلسطين. فلسطين أسهم الحكام الأعراب في تسليمها لليهود وباقي القصص والروايات عن الدور الأجنبي معروفة لكل عربي يتحسر على ضياعها. العراق؛ لا يختلف في كثير من الأوجه عن شقيقته فلسطين فقد أسهم الحكام الأعراب أنفسهم في محاربته مع القوى الأجنبية وفي مقاطعته وحصاره وتجويعه إلى أن طار من يد العالم العربي وتم تسليمه لقمة سائغة (للغير) فلم يعد عربيا. سوريا ؛ ظل الحكام الأعراب يتفرجون على كوارثها وأشلائها ودمائها النازفة إلى أن ضاعت هي الأخرى ولم يعد عربيا. وأما اليمن ؛ فترِدُنا أرقام فلكية عن أموال (الغير) نفسه الذي فعل ويفعل في العراق وسوريا ولا ندري أنصدقها أم نكذبها؟ لن نأتيَ على ذكر مئات أو عشرات الملايين من الدولارات التي يزعم محللون أن (الغير) إياهُ دفعها لرئيس اليمن ولوزير دفاعه لتسليم البلاد لقمةً سائغةً للحوثيين. ليس تقليلاً من قيمة الحوثيين فهم مواطنون يمنيون شئنا أم لم نشأْ. هم من أحد أهم خيوط النسيج الاجتماعي اليمني بَيْدَ أن تصريحاتهم وأفعالهم لا تدل إلا على ولائهم لذلك (الغير) الذي سلمه الحكام الأعراب العراق وسوريا كما سلموا فلسطين قبلهما بستة عقود ونيِّف، بقصد أو بغير قصد. كيف يُعقل للحكام أن يهاجموا الحوثيين في العلن ويؤازروهم في الخفاء لخوفهم من أنصار الحوثيين في بلادهم؟ وكيف يمكن أن نفهم ما يشاعُ عن أن أعرابا يمنيين ليسوا على مذهب الحوثيين يسلمون (صنعاء والحُديدة وإبْ) للحوثيين وقريباً سيصبح اليمنُ كله في قبضتهم من غير أن يطلق الجيش اليمني الوطني رصاصة واحدة لوقف تقدم الحوثيين الكاسح؟ ولو ذهبنا مع الزعم السائد كثيراً على سبيل الافتراض أن (الغير) له نفوذ في اليمن وقد اشترى ضمائر أعراب فيه ليسيطر حلفاؤه على اليمن وتكون لهم اليد العليا؛ يقفز للذهن سؤال: من أين يستمد (الغير) قوته ونفوذه وتأثيره الذي جعله يهيمن على مفاصل الحياة السياسية في ثلاثة بلدان عربية (أو التي كانت عربية؟) لا أظن إنْ كان لزعم الزاعمين أي صدقية في الواقع أن يكون (الغير) يتصرف من غير ضوء أخضر من (غيرٍ) أقوى منه (أياًّ يكن) تتقاطع مصالحه مع مصالحه. وكيف يمكن أن يفهم المواطن العربي الذي يعيش حالة (حيْصٍ بيْصٍ) نتيجة (لعبة الأواني المستطرقة) التي يلعبها هذا (الغير) وذاك (الغير) والأعراب فيها مجرد أدوات تحريك لهذا (الغير) أو لذاك (الغير) والعرب الشعوب نظَّارة يتفرجون، يفهمون ولا يفهمون بلهاء وليسوا بلهاء ولكنَّ هول ما يحدث حولهم لَشديد؛ أو أنَّى لهم أن يفهموا أن يشارك أعراب ليسوا من طائفة (الحوثيين) في ضرب أناسٍ من طائفتهم ويصرفون في سبيل ذلك المليارات تلو المليارات ويبتاعون الأحدث من أسلحة (الغير) ويفاخر طياروهم وطياراتهم بأنهم يقصفون بؤر الإرهاب؟ وهل من إرهاب أكثر من ذهاب العراق وسوريا واليمن وغداً سيستولي (الغير) على أراض وبلدان عربية أخرى. صدق شاعر العرب (مظفر النواب) حين قال متنبئاً ربما بهذه الأيام " لن يبقى عربيٌّ واحدٌ إنْ بقيت هذي الحالةُ بين الحكام الكتَبة. "