18 سبتمبر 2025
تسجيلالوساطة الناجحة التي قادتها دولة قطر وانتهت بالافراج عن اللبنانيين التسعة المحتجزين في اعزاز السورية من خلال صفقة أدت أيضا الى اطلاق سراح عشرات المعتقلات والمعتقلين في السجون السورية بجانب الافراج عن الطيارين التركيين اللذين خطفا في لبنان في اغسطس الماضي، ليست غريبة على الدبلوماسية القطرية التي عرفت على الدوام بدورها البارز في حل النزاعات. وقد وجد الدور القطري البارز واشرافه على تنفيذ الصفقة حتى نهايتها السعيدة اشادة واسعة من اللبنانيين، حيث تلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى اتصالاً هاتفيا مساء امس من فخامة العماد ميشال سليمان رئيس جمهورية لبنان يشكره خلاله على جهود قطر التي أدت الى تحرير مخطوفي اعزاز وإعادتهم سالمين الى لبنان. لقد وضعت قطر من خلال جهودها المميزة، حدا لازمة هؤلاء الرهائن الذين ظلوا في الاسر منذ اكثر من عام ونصف العام، رغم التعقيدات الاقليمية التي حدثت بسبب تداعيات الصراع السوري وانعكاساته على المنطقة والدول المجاورة، وهو أمر يعطي للنجاح القطري هذه المرة بعدا اضافيا أكبر. وهذه هي المرة الثالثة على الاقل التي تنجح فيها قطر في التوسط لانهاء ازمة تتعلق بالملف السوري وتداعياته، فقد سبق للدوحة ان نجحت في التوسط لاطلاق سراح 48 إيرانيا كانت تحتجزهم المعارضة السورية المسلحة مقابل الافراج عن 2130 من السجناء والمعتقلين في السجون السورية. كما قادت ايضا وساطة ناجحة انتهت بالافراج عن جنود حفظ السلام الفلبينيين الذين خطفهم مسلحون في هضبة الجولان السورية المحتلة، حيث اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالدور القطري البارز في تأمين الافراج عنهم. ومع الانجازات الكثيرة التي حققتها قطر في حل الازمات بالمنطقة من لبنان الى دارفور وفلسطين وانهاء الازمة بين جيبوتي واريتريا وغيرها من الجهود التي اسهمت في دعم الامن والسلم في المنطقة، يتعزز دورها كدولة ذات ثقل اقليمي بعد ان باتت تحظى بثقة الجميع كوسيط نزيه يتمتع بخبرة واسعة وثرة في التعامل مع الازمات.