13 سبتمبر 2025
تسجيللاشك أن رب العالمين علام الغيوب لا يخفى عليه شيء في الأرض أو السماء، وهو واهب مختلف النِّعم ويعلم أن هناك فئة من البشر لديها تُخمة من كثرة النعم!! وقد يتكاسل البعض عن الدعاء الذي فيه اعتراف صريح وضمني بعجز الإنسان وحاجته الماسة لمن بيده القوة ويملك كل شيء في الوجود، فهو كريم عطاؤه ليس له حدود، والإنسان كلما ألمت به الكُرب تجده مباشرة يلجأ إليه، وهو سبحانه شَرَّع الدعاء وجعل هناك أُناس لهم مكانة كبيرة ودعوتهم مستجابة لقربهم من الله، وآخرون لو دعوا الدهر كله لن يُستجاب لهم بسبب كثرة المخالفات وأكل الحرام وتفشي الحسد بينهم!! وعندما ترى السماء ملبدة بالغيوم وتوشك على أن تتحول إلى أمطار ما تَلبث إلا وتهب رياح أخرى محملة بما كسبت أيدي الناس وتشتت تلك الغيوم بعيداً!! ففي هذا الزمان لا نرى إلا القليل من الشيوخ الرُّكع، فانصرف أكثرهم لطلب الدنيا والانشغال بالملذات وكذلك الشباب فهم لمختلف الفروض مضيّعون إلا من رحم الله!! أما الأطفال الرُضع فمن كثرة ما يشربون من الحليب أصابهم ترجيع فمُلكية تربية المواشي التي فيها الحليب ممنوعة إلا في أماكن محددة، كذلك الحليب متوفر بل البعض استغنى عن حليب الأم من كثرة توفر الحليب البديل رغم الفوائد الصحية التي لا تتوفر إلا في حليب الأم! كذلك البهائم الرُتَّع ممنوعة من الرعي وهي مسجونة في حظائر تفترسها الأمراض التي يوجد علاجها في مختلف النباتات، وإن رب العباد لم يخلق هذه النباتات إلا من أجلها وإن هذه البهائم المسكينة لا حول لها ولا قوة وقد تقتص من بني البشر يوم القيامة.. وآخر الكلام: نسألك اللهم يا واهب النعم أن تُرسل السماء علينا مدرارا فليس لنا غنى عن جودك وكرمك وعطائك.. فلا تُهلكنا بالسنين ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، خاصة ممن يتفننون في إثارة سَخطك وغضبك ويدخلون علينا عادات ما عرفناها قط، ويدمرون الأخلاق.. ولكن نعلم علم اليقين إن حلمك سَبق غضبك وهذا ما دعانا لأن ندعوك فلعل بيننا من يُستجاب لدعائه... [email protected]