14 سبتمبر 2025
تسجيلفي مقالي الأسبوع الماضي ركزت في علاج هذه الظاهرة والحد منها على المرأة وعنادها الذي اعتبرته سببا أساسيا في حالات الطلاق وانتشارها في مجتمعاتنا خاصة في ظل الانفتاح العصري وزيادة قنوات التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية واطلاعهم على كثير من حالات معيشة غيرهن من النساء والمقارنة الظالمة التي تقوم بها الكثير من فتياتنا بين حياتهن وحياة أولئك وبنظرة غبية تنم عن جهل بعضهن مما يتسبب في تعاستهن في حياتهن بأيديهن وليس بأيدي غيرهن. وفي هذا المقال أعرج قليلا إلى ما يسببه شركاؤنا الرجال في انتشار هذه الظاهرة والتي أرى أن غالبيتها تأتي من حالة اللاوعي في كيفية تحمُّل مسؤولية الأسرة وحياته الجديدة وهذا سببه أيضا النساء أو الأمهات اللاتي لا يهتممن بتربية أبنائهن التربية الصحيحة خاصة عندما يبلغون سن الزواج وعدم التعامل معهم بأسلوب يهيئهم لاستقبال الحياة الجديدة التي تنتظرهم. *نصائح للزوج المقصر في حق زوجته* من خلال خبرتي في الاستشارات التربوية الأسرية استمعت لكثير من النساء اللاتي يعانين من الرجال وبعض السلوك الرجالي الذي تضطر معه الواحدة منهن أن تطلب الطلاق وتفضل أن تعيش مطلقة بدلا من أن تظل في عش زوجية لا يُطاق، ولا أنكر أن البعض منهن يمكنهن تحويل هذا العش إلى حياة سعيدة بالرغم من سلوك الرجل ولكنهن يعجزن عن ذلك إما بسبب الجهل واللاوعي وتقصير في التربية أو لتطلعاتهن للعيش الرغد السهل أو عدم الاستعداد النفسي لتقديم أي تضحيات ذاتية، وهذا لا يمنع أن نجعل شريكنا الرجل سببا من أسباب انتشار ظاهرة الطلاق باتباع بعض السلوك لأسباب ذكرتها سابقا ومن هذه السلوكيات أوجزها في عدد من النصائح التي يمكن أن تكون علاجا للحد من هذه الظاهرة البغيضة في مجتمعاتنا، فالأنثى أيها الزوج لا تريد رجلاً ثرياً أو وسيماً أو حتى شاعراً، تريد رجلاً يفهم عينيها إذا حزنت ويحتويها بمشاعره وعطفه وحنانه، قد تكون كلمات الحب لدى الزوجة أهم من المال، كما أن الاحترام لدى الزوج أهم من كل شيء.. إن تبادل الحب والاحترام بين الطرفين أمر مهم جداً للحفاظ على أن تكون أسرتك سعيدة دوما، وإعجابك بزوجتك يجعلها أكثر جمالاً ودلالاً، فكل نظرة معجبة منك تتلقاها عيناها تسهم في دعم صحتها النفسية والجسدية وإضاءة مراكز الأنوثة في دماغها، وأذكى الأزواج، الذي ينادي زوجته بأحب الأسماء، واعلم أن طبائع الزوجة تنتقل إلى الزوج مع الوقت، بخلاف طبائع الرجل، لأن المرأة سريعة التأثير على الرجل، كما أن الزوج الكفؤ مصدر أمان لزوجته لا مصدر رعب وخوف، وأخيراً لابد أن يعي الزوج أنه ليس من المنطقي أن تأمر زوجتك بتعديل سلوكها وتستمر أنت متشبثاً بما أنت عليه. *كسرة أخيرة* أظهرت الإحصائيات الأخيرة في نشرة قطر التي تصدر عن جهاز التخطيط والإحصاء ارتفاعا في إجمالي حالات الزواج والطلاق في قطر خلال شهر مايو 2023، إذ بلغ إجمالي عدد إشهارات الطلاق 159 حالة طلاق في شهر واحد وهذا يعتبر رقماً كبيرا جدا إذا قارناه بحالة إشهارات عقود الزواج في نفس الشهر الذي بلغ إجماليها عدد 329 عقدا، وحققت حالات الطلاق ارتفاعا شهريا بنسبة 41.8 في المائة، مما يعتبر مهددا اجتماعيا يجب الوقوف عنده لدى كل الجهات المعنية بالدولة ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في هذا المجال. ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾، الفرقان الآية (74) اللهم اجعلنا منهم.