29 أكتوبر 2025

تسجيل

"خطاب العصر" قضايا الأمة حاضرة رغم الحصار

20 سبتمبر 2017

• بلغ بدول الحصار معاقبة مواطنيها الذين يتعاطفون مع قطر• تتواصل الحياة بنجاح في قطر بفضل المعابر الجوية والبحرية والتي ليس لدول الحصار سيطرة عليها• دول الحصار لم يقدّموا أدلة ضد قطر لأنهم لم ولن يستطيعوا تقديمها فهي غير موجودة• موقف دولة قطر واضح: الحوار والتفاوض وحل النزاعات بالطرق السلمية• الاستفادة من خطاب سموه: الحرية تولِّد أحراراً والاستبداد لا يولِّد إلا أشراراً الجميع كان يترقب خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى - حفظه الله-، في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الثانية والسبعين، وجاء خطابه ؛ كما عهدناه من القوة والفصاحة ما يلامس به وجدان المستمعين معتمدا على المنطق والعقل اللذين عُرفت السياسة القطرية بهما منذ الأزل، فقد جاء في بداية خطابه تأكيد سموه على الأمن والسلم في العالم بين دوله وشعوبه، ولا يكون ذلك إلا بالاحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل في السيادة وحسن الجوار، وأكد أن ذلك لن يكون بالحوار والتفاوض وقد آن الأوان لفرضها دولياً وألا يكون هناك تهاون في مسألة الخروج عن القانون الدولي، لأن نتائجها هي مواجهة الشعوب للقمع والاستبداد. وأول ما تحدث عنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه رغم الحصار الجائر على دولته وشعبه من أشقائه ما يحدث للمسلمين من الروهينغا من تعذيب وتهجير وقتل وحرق مساكنهم في ميانمار، ودعا حكومتها والمجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف ضدهم وضمان حصولهم على كامل حقوقهم المشروعة وتقديم المساعدات لهم، فها هي دولة قطر رغم الحصار لم تنس أو تغفل ما يتعرض له إخواننا المسلمين المستضعفين من الروهينغا في ميانمار، فكعبة المضيوم تضمد جراح الإنسانية قبل جراحها، وبعد ذلك تحدث سموه عن الأزمة الخليجية وما تعانيه دولة قطر من حصار جائر من أشقاء لنا، وأوضح سموه أنه يقف في مقر الأمم المتحدة وبلده وشعبه يعانون من حصار منعت الصلات العائلية وقطعت الأرحام؛ إلا أن دولة قطر تتواصل فيها الحياة بنجاح كبير بتكاتف أبنائها جميعا من مواطنين ومقيمين وذلك بفضل المعابر الجوية والبحرية والتي ليس لدول الحصار سيطرة عليها، كما أن الحصار نعتبره نوعاً من الغدر، واعتقدوا واهمين أن دولة قطر ستستسلم وتكون تحت الوصاية، وهو ما لا يمكن قبوله، وأكد أن المؤسف اعتمادهم على فبركات وقرصنة كان لإعلامهم دور في إشعال فتنة وإحراق ما يربط بين أبناء الخليج بأكاذيب لا أساس لها من الصحة، بل إنهم يدفعون الأموال وتصرف لنشر الافتراءات حتى اختلط الكذب بالتزوير، ومع انكشاف كل ذلك لم تبادر دول الحصار إلى الاعتذار أو التراجع رغم افتضاح أمر القرصنة؛ بل استمرت في محاصرتها وقدموا مطالب تمس السيادة، وهذه الفعلة المشينة في القرصنة الإلكترونية تستوجب اتخاذ خطوات دولية لضبطها حتى لا تتكرر ويحاسب مرتكبوها بقانون واضح في ذلك عبر قوانين دولية تجرِّم هذا الفعل الشنيع وغير المقبول وقطر مستعدة للمشاركة في الجهود اللازمة في ذلك. وشدد صاحب السمو - حفظه الله- على أن الحصار قام بالضغط على المدنيين وحرمانهم أبسط حقوقهم الإنسانية، وانتهكت مواثيق حقوق الإنسان التي أضرت بالآلاف من مواطنين ومقيمين في قطر ودول الخليج؛ لدرجة أن وصل الأمر بدول الحصار إلى معاقبة وملاحقة مواطنيها لمجرد تعاطفهم مع دولة قطر، وهي سابقة خطيرة في حقوق الإنسان التي كفلت كافة الشرائع والقوانين الحق في حرية التعبير، بل إن دول الحصار وصل بها الأمر إلى ابتزاز دول أخرى لتشاركهم الحصار، بل الأدهى والأمرّ إلصاق من عارضها أو لم يتوافق مع سياستهم بالإرهاب، وهذه السياسة لا تدعم إلا الأنظمة الاستبدادية، ومع الأسف عندما يتم تفسير الإرهاب بحسب الأهواء وبكلام دون أدلّة أو إثبات، فقد زعموا أن لديهم أدلة ضد دولة قطر إلا أنهم لم ولن يستطيعوا تقديمها لأنها غير موجودة، كما أن العالم يشهد أن دولة قطر ساهمت وما زالت تكافح الإرهاب وتحاربه مع حلفائها، ولها دور مهم وستظل على ذلك، ويجب تجفيف منابعه وذلك بمكافحة جذوره ومسبباته، فدولة قطر قامت وما زالت تسعى لنشر التعليم في العالم، وقد قامت حتى الآن بتعليم ما يقارب سبعة ملايين طفل في العالم، وهذه الخطوة مهمّة في مكافحة الإرهاب وجذوره، ومع كل ذلك وما قامت به دول الحصار أشار سموّه حفظه الله إلى ثبات دولة قطر وعدم رضوخها، وأكد سموه حفظه الله على أن موقفنا واضح هو الحوار والتفاوض وحل النزاعات بالطرق السلمية، دون إملاءات أو شروط في ذلك، ولا تقبل الدولة المستقلة أن تمس سيادتها أو يتم التدخل في شؤونها الداخلية. وقد ثمَّن سموه حفظه الله وساطة دولة الكويت الشقيقة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ودعم دولة قطر والكثير من دول العالم لها والتي ساندتها، وجدد الدعوة للحوار غير المشروط، وتوجه بالشكر للشعب القطري، كل مواطن ومقيم، لوقفتهم وصمودهم في وجه الحصار بكل عزة وكبرياء وعدم قبولهم المساس بسيادة دولة قطر، مع محافظتهم على أخلاقهم ورقيّهم في التعامل مع الأزمة بالمستوى اللائق، وأقول هنا كلمة ألقاها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله في أحد خطاباته في مجلس الشورى بأن القطريين عرفوا بحسن الخلق والاحترام، وأنا أقول الناس على دين ملوكهم، وكما تكونوا يولّى عليكم، فدعوته في خطابه الشهير أثناء الأزمة دعا فيه الشعب القطري إلى عدم الانزلاق في المستوى غير اللائق والمحافظة على هدوئهم ورفعة أخلاقهم، وهي الرسالة التي عمل الشعب القطري على احترامها وعدم الخوض فيما تسعى إليه دول الحصار لجرنا إليه. كما شدد سموه حفظه الله على مكافحة الإرهاب والتطرف والحاجة إلى العمل لمواجهتهما ولا خيار أمام العالم إلا بمعالجة جذوره السياسية والثقافية، وعدم التعامل معه بمعايير مزدوجة بحسب منفذيها، وفي خطابه حضرت قضايا الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، سواء في فلسطين أو سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن وكذلك قضية الروهينغا التي بدأ بها خطابه، وهذا يدل على ما أكد عليه في ختام خطابه بأن دولة قطر هي كعبة المضيوم وستظل كعبة للمضيوم، وهو ما أكده في خطابه الذي لم يغفل فيه عن قضايا أمته بالرغم من الحصار الجائر على وطنه وشعبه. والجميل، الأصداء الواسعة لخطاب سموه حفظه الله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والثناء عليه من قبل من هم خارج دولة قطر وإعجابهم بحضوره وطرحه لكل قضايا الأمة والعالم وحصار بلده وشعبه، واعتزازه بشعبه وبكل ما قاموا به في مواجهة الحصار، وهي أبلغ رسالة لدول الحصار بأن الحاكم والقائد يكون قريبا من شعبه وقلوب الشعوب الأخرى كلما كان قريبا منهم وعلى معرفة ودراية بكل همومهم ومشاكلهم، وليس أبلغ من عدم سفره طول فترة الحصار وبقائه مع شعبه حتى سفره لدول صديقة هي تركيا وألمانيا وفرنسا وبعدها توجّه إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين، وظهر شامخا على منصة الأمم المتحدة يخاطب العالم ويقول لهم إن الدول لا تقاس بالأحجام ولا بقوتها ولا باعتقادها أن حيازتها للمال يؤهلها للضغط على دول أخرى ، لأن الحرّية تولّد أحرارا والاستبداد لا يولّد إلا أشرارا.