15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); افتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكما كان متوقعا، فالرئيس الأمريكي لم يتخلَ عن لهجته المعهودة سابقاً، ولم يستمع لنصائح مستشاريه في الأمن القومي. في حديث ترامب عن الإرهاب والتطرف أشار إلى الإسلام وربط بينهما خلال دقيقة واحدة، فذكر تارة "التطرف الإسلامي"، وذكر أيضا "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، بالرغم من أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر نصح ترامب بعدم استخدام هذا المصطلح، لكن ترامب يثبت مجدداً أنه لا يبدو جادا في أخذ النصائح من شخص مثل ماكماستر، لكنه لايزال متأثراً بستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق والمستشار السابق سباستيان غوركا، اللذين غادرا البيت الأبيض منذ أشهر، إلا أنه فيما يبدو أن الرئيس الأمريكي مازال متأثراً بالمصطلحات التي كانوا يستخدمونها، والتي هي أصلا انعكاس لمواقفهم المتشددة والمعادية للإسلام والمسلمين، كما أن استخدام ترامب لهذا المصطلح أيضا يرضي قاعدة كبيرة من مؤيديه ومؤيدي هذه اللغة حول خطاب الإرهاب ومكافحته، لكن نسى ترامب هذه المرة أنه في محفل دولي ولا يخاطب مناصريه في تجمع انتخابي.إن الإرهاب عابر للحدود، لا دين له، حتى وإن كان مرتكبو العمليات الإرهابية مسلمي الأسماء، إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون دوافعهم دينية مستقاة من الدين الإسلامي، كما أن هنالك إرهاب يرتكب من قبل ديانات ودول أخرى مثل ما يحدث مع مسلمي الروهينغا في ماينمار من إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الإرهابيين من الديانة البوذية وبتشجيع من الراهب البوذي "واشين ويراثو" الذي يبرر إبادة المسلمين ورئيسة وزراء ماينمار "أون سان سو تشي" التي حصلت على نوبل للسلام وتغافلت عن جرائم البوذيين بحق مسلمي الروهينغا، لكن بالطبع لا أحد يتحدث عن هذا الإرهاب. كما أن هنالك إرهاب يرتكب ضد الفلسطينيين، سواء من جرائم ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أو الجماعات اليهودية المتشددة التي ترتكب جرائم وعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين، لكن أيضا هذا الإرهاب مسكوت عنه. طالما أن هنالك لغة تشبه لغة الرئيس الأمريكي في الحديث عن الإرهاب وتصنيفه على أنه "إرهاب إسلامي"، فنحن لا نعالج المشكلة هنا، بل نساهم في خلقها، كما يعتبر هذا الخطاب تعبئة عاطفية، فالإرهاب يستفشي في دول لا تطبق قوانين وتغيب عنها العدالة الاجتماعية، وعوامل أخرى لا علاقة لها بالدين، لكن طالما أن هنالك عدم فهم لدوافع وجذور الإرهاب واستخدام مصطلحات خاطئة مثل "الإرهاب الإسلامي" فسوف نظل ندور في حلقة مفرغة لهذه المشكلة بلا جدوى.