12 سبتمبر 2025
تسجيليغرق الناس في هذا العصر في طوفان المعلومات الزائفة.. وهناك الكثير من الوسائل التي تستخدمها قوى الرأسمالية والاستعمار لتضليلك، وتغييب وعيك،والسيطرة على عقلك وروحك وقلبك لتفقد قدرتك على المقاومة والتحدي فتستسلم، وترضى بالعبودية للغرب، باعتبار أن هذا الغربي المتقدم تمكن من تحقيق المعجزات بالعلم بعد أن ابتعد عن الدين، وأنت تتحمل المسؤولية عن كل ما تعرض نفسك له، وتسمح بدخوله إلى رأسك، فهذا الرأس ثمين يستحق أن تحافظ عليه، وأن تملأه بالمعرفة التي تجعل لحياتك معنى وقيمة وأهمية، وتساعدك في أن تعيش كإنسان كرمه الله. من أهم وسائل التضليل أنهم يصنعون لك نجوما في كل المجالات، يوفر لهم الغرب أسباب الشهرة، ليتزايد تأثيرهم على الناس، ويتبارى النقاد في مدح أفكارهم وتمجيدها، وتنشر وسائل الإعلام إنتاجهم حتى لا يصبح أمامك سوى أن تصدق هذه الأفكار دون مناقشة.. بينما يمكن أن تكشف لك القراءة الواعية الناقدة أنهم مجرد خدم للرأسمالية، وتابعين للغرب يرددون أفكارا منقولة عن المستشرقين، وأنهم لم يقفوا يوما مع الحق، ولم يساهموا في كفاح شعوبهم ضد الطغيان والاستبداد. زيف النظريات العلمية وعنصرية الغرب ! هناك الكثير من العلماء الحقيقيين لكنهم يرفضون قبول شروط الاستبداد والاستعمار، ويقدمون للبشرية نظريات أعظم كثيرا من تلك النظريات الغربية، لكن بسبب اعتزازهم بكرامتهم وتعظيمهم لقيمة العلم، ورفضهم الانبطاح والعبودية، وصدق انتمائهم للإسلام يتم اضطهادهم والتضييق عليهم، وترفض المجلات العلمية الغربية نشر أبحاثهم، فعنصرية الغرب تمنعه من الترويج لنظريات جديدة تتحدى منظومة الأفكار التي يقيم عليها سيطرته على العالم ومنها العلمانية ( الدنيوية ) أو ابعاد الدين عن الحياة. وقد فرض الغرب على جامعاتنا تدريس الكثير من النظريات التي لا يمكن أن تصمد أمام مناقشة عقلية، وتتعارض مع الإسلام، وتستهدف تبرير السيطرة الغربية علينا واستنزاف ثرواتنا واستعبادنا.والتنظير في العلم أصبح يحتكره الغرب، فلا يجوز أن ينتج عربي أو مسلم نظرية جديدة خاصة إذا كانت تمجد الاسلام، وتوفر المعرفة الحقيقية عن دوره في بناء المستقبل. العلم وخشية الله كيف تحمي نفسك من التضليل العلمي خاصة في مجال العلوم الانسانية التي تبني المجتمعات والدول، وتقوم على أساسها الحضارات ؟! الله سبحانه وتعالى أعطانا المقياس الذي يمكن أن نستخدمه في اتخاذ قرارات في تلقي المعرفة من العلماء، وهو النظر إلى خشية العالم لله، فأعظم العلم هو معرفة الله، والذي لا يعرف الله جاهل مهما تبحر في علم الدنيا.. لماذا ؟ العالم الحقيقي صاحب رؤية شاملة وبصيرة وقدرة على الربط بين الظواهر والأحداث، وكلما ازداد علمه اتضحت أمام بصيرته حقيقة هي أن لهذا الكون خالقا عظيما قويا على كل شيء قدير. كما يدرك العالم الحقيقي أنه لم يحصل من العلم إلا على القليل، وأن الله هو الذي وهبه هذا العلم، فيحمد الله على نعمه، ويستخدمه في تحقيق الخير للبشر، وفي الكفاح من أجل تحقيق العدل، وفي حماية كرامة الناس. القرآن مصدر المعرفة لذلك يلجأ العالم الحقيقي للقرآن الذي أنعم الله علينا به لنتعلم كيف نحدد أهدافنا في الحياة ونبني الحضارة ونعرف حقوقنا ومسؤولياتنا، وكلما ازداد العالم علما زادت خشيته لله، لأن قلبه يتعلق به. لذلك انظر إلى سيرة حياة هذا العالم قبل أن تقرر أن تتلقى منه العلم، فإن كان يتقي الله ويخشاه، ويعتز بالاسلام، فلا يحني هامته إلا لله وحده، ويجهر بالحق، فهو عالم حقيقي يستحق أن تستمع له. خشية الله أهم سمات العالم الحقيقي الذي يحترم كرامة العلم، والذي يبحث عن الحقيقة، ويمتلك الشجاعة لإعلانها، وخشية الله تلزم العالم بالعدالة والأخلاق، فهو يرجو الجزاء من الله الكريم، ولا يخاف إلا الله. والبشرية أصبحت في أشد الحاجة لعلماء يخشون الله ليرشدوا مسيرتها.