21 سبتمبر 2025

تسجيل

دوحة الخير رائدة العمل الإنساني

20 أغسطس 2018

العمل الانساني واحد من اهم المرتكزات والثوابت الراسخة التي تنطلق منها سياسة قطر الخارجية انطلاقا من قيم الشرائع السماوية ومبادئ احترام حقوق الانسان، التي تحظى باهتمام كبير من القيادة القطرية. ولذلك لم يكن مستغربا عليها ان تضع ضمن أولوياتها تبني المبادرات الانسانية الهادفة إلى خدمة الأمن والسلام العالمي، ومساعدة الشعوب المنكوبة، إسهاما منها في إيجاد عالم أكثر عدلا وإنصافا. حيث تنظر قطر إلى السلام بشمولية وهو في نظر الدبلوماسية القطرية ليس مجرد اختفاء العنف او القضاء عليه. ولكنه السلام القائم على التسويات والعدل، وتعزيز التنمية البشرية المستدامة، والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز التماسك الاجتماعي برفض الظلم والإقصاء. ومبعث هذا ان الإنسان القطري بطبعه نبيل محبّ للخير، لذا لا غرابة أن لبعض الأسر القطرية مشاريع خيرية تتجاوز ما تقوم به بعض المؤسسات الخيرية، وهذا يحسب للمجتمع القطري، ففعل الخير متجذر وطبع أصيل فيه. حتى في احلك الظروف ولعل استمرار الاعمال الخيرية القطرية رغم الحصار الجائر خير برهان على ذلك. مبادرات قطر لم تتوقف عند العمل الانساني الاغاثي؛ بل تخطتها الى الوساطات في الملفات السياسية الاقليمية والدولية الساخنة، التي ترتبط ارتباطا كبيرا بالقضايا الانسانية، حيث توسطت قطر في الكثير من الملفات من 2008 الى 2016 باذلة جهوداً دبلوماسية وسياسية حثيثة في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول، لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات. استضافت جولات مفاوضات بين أطراف متنازعة. وحققت تلك الجهود نجاحات أسهمت في صون السلم والأمن الدوليين. ويدل على ذلك وساطة قطر التي ادت إلى اتفاق سلام دارفور، وفي إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين وتحرير بعض الرهائن في سوريا، وقبل ذلك أثمرت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، يضاف الى ذلك جهودها الساعية لتحقيق المصالحة بين الاخوة الفلسطينيين. ان دوحة الخير عندما تتحرك لفعل ونشر الخير لا تستهدف فصيلا او قطاعا بشريا بعينه ولكنها تبسط اياديها للجميع بكل المحبة ودون منّة او انتظار المقابل من اي احد، وفي هذا يكمن سر احترام المجتمع الدولي للسياسة القطرية. ولعله ليس من المبالغة القول ان دوحة الخير اصبحت باعتراف المجتمع الدولي رائدة نشر الخير وثقافة العمل الإنساني.