28 أكتوبر 2025
تسجيلهل هي فعلا صحوة ضمير؟ تشابهت مواقفنا بل تكاد تتوحد بمجملها في إدانة العدوان الإسرائيلي واستهداف المدنيين والأعيان في الأراضي المحتلة وان اختلفت في الدرجات! لقد بلغت نسبة الضحايا ما يقارب 2000 ضحية و أكثر من 10 آلاف مصاب حسب الإحصائيات الأخيرة! ومن الحالات المفجعة والتي نشرتها وسائل الإعلام قصص الأطفال الذين فقدوا معظم أفراد عائلاتهم وآخرين استهدفوا وقتلوا وهم يلعبون في الشوارع؟! منظمة “اليونيسيف” أشارات إلى أن 447 طفلا فلسطينيا استشهدوا في العملية الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو أكبر مما كان عليه أثناء العمليتين السابقتين معا. لكن ماذا عن صحوة الضمير في عمق العالم العربي في ما يتعلق بالقضايا المصيرية الأخرى؟! الأزمة السورية منذ مارس 2011، فيها الضحايا تقدر بأكثر من 160 ألف شخص لقوا مصرعهم، كما جرح أكثر من نصف مليون مدني، وهناك ضحايا لا حصر لهم لعمليات التعذيب، ويبلغ عدد اللاجئين حوالي 2.5 مليون لاجئ في دول مجاورة، بالإضافة إلى 6.5 مليون شخص مشردين داخل دولة الممانعة والصمود وهو ما يتجاوز هولوكوست البوسنة والهرسك! تنظيم الدولة الإسلامية في العراق شرد عشرات الآلاف من الأقليات ولا يزال القتل هناك مستمرا على الهوية بين المسلمين والمسيحيين و السنة والشيعة والجماعات الدينية والعصابات الطائفية المتاجرة بالدين بلا استثناء! والكل يدعو ربه أن ينصره على الآخر؟! الضحايا لا زلوا يتساقطون في ليبيا واليمن ولبنان ومصر في العمليات الانتحارية والاستهداف بالاغتيالات والتصفيات الجسدية. يعرف الضمير بأنه قدرة الإنسان على التمييز بين الصواب والخطأ، والذي يؤدي إلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة أو بالحسرة أو الندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان. هل تكمن الإشكالية العربية في أن يكون الضمير في العالم العربي مرتاحا عندما يكون قتل الإنسان داخل المنظومة ونادما خارجها؟!