17 سبتمبر 2025

تسجيل

استمرار العدوان وسياسية الهروب إلى الأمام

20 أغسطس 2014

استأنفت اسرائيل أمس عدوانها على غزة بعد تهدئة لمدة 24 ساعة لم تنتظر إكمالها، وأمرت على الفور وفدها المفاوض في القاهرة على الوقف الدائم لإطلاق النار بالعودة إلى تل أبيب، وهي إجراءات لايمكن وصفها بأقل من كونها إجراءات تصعيدية تصب في سياسة الهروب إلى الأمام بدل مواجهة الأمر الواقع، والبحث عن مخرج معقول ومقبول للحرب التي فرضتها على الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في غزة، وهي حرب تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية أمام جميع هيئات ومنظمات المجتمع الدولي التي باشرت التحقيق في جرائم هذا العدوان.خلال ساعات وجيزة من استئنافها لهذا العدوان، شنت طائرات الاحتلال وصواريخه نحو 25 ضربة على مواقع مختلفة في غزة، كما أدت الهجمات إلى موجة نزوح جديدة لعشرات الأسر الفلسطينية التي فرت من المعارك السابقة وعادت إلى منازلها قبل أيام قليلة، لتبدأ رحلة اللجوء من جديد إلى مراكز الإيواء التي يتركز أغلبها في مدارس الأمم المتحدة. ولاشك أن استئناف هذا العدوان جاء لسبب واحد فقط، وهو إفشال مفاوضات القاهرة بعد أن تمسك الوفد الفلسطيني المفاوض بوحدة كلمته، والصمود على موقفه المشروع، بتحقيق نتائج مقبولة، ولو لم تكن بقدر الثمن أو الكلفة الحقيقية للعدوان، وخاصة بعد اتساع حدة الخلاف حول قضيتي المطار والميناء في مشروع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم. هنالك واقع جديد وخطير تسعى اسرائيل إلى تكريسه بهذا العدوان، حذر منه مجلس الوزراء الفلسطيني أمس، لافتا إلى محاولات إعادة صياغة الاحتلال، واستغلال اسرائيل لصمت المجتمع الدولي تجاه جرائمها البشعة في غزة، بالتزامن مع عدوان استيطاني متواصل في الضفة و حملة اعتقالات يومية ومحاولات تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وخطورة ما تم طرحه من قبل "لجنة الداخلية" في الكنيست الإسرائيلي حول إغلاق المسجد الأقصى في محاولة لفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني له. وهي كلها أمور تشكل مجتمعة عدوانا لايقل في خطورته وحدة جرمه عن العدوان المستمر على غزة.ومهما كانت حدة العدوان، ومهما كان مداه الزمني، وحيزه الجغرافي فإن المقاومة الفلسطينية بصمودها ووحدة صفها قادرة على إفشاله، وإن طال الأمد.