10 سبتمبر 2025

تسجيل

وظيفة بدوام كامل 24 ساعة

20 يوليو 2022

إنها أصعب وظيفة يمكن أن يتحملها كائن حي، وظيفة بدوام كامل 24 ساعة لا انقطاع ولا امتناع، لا إجازات ولا اعتذارات ولا أذونات، إنها الأم إذ لا يمكنها أن تمرض، لا يمكن أن تؤجل أمومتها كما تؤجل أنت وهي امتحاناتكما. كيف تؤدي وظيفتها؟ هل هي مكون بشري مثلنا جميعاً؟، فإنها تؤدي هذه الوظيفة وهي في نفس الوقت تكون حازمة ومرنة وحاسمة وحانية وقريبة، وكيف تقوم بتبديل أولوياتها وخصوصياتها وانشغالاتها؟ كيف تتخلي عن ملابسها المفضلة وكعبها العالي وعن أظافر لطالما اهتمت بشكلها وجمالها؟ وشعر ربما اختارت له قصة قصيرة مؤقتا ريثما تضبط أوضاعها. وزوجك رفيق دربك ينام قبلك ألف مرة وانت تبكين مرة وتضحكين مرة كلما استيقظ رضيعك منتصف الليل. كيف تعمل الأم عمل الأم لا يعتمد على منهج علمي ولا نظام أو قانون او لوائح ولا يحكمه ترتيب وتنصيف الوظائف عمل بدون ترقية ولا حوافز ولا مكافآت أي إنجاز تقدمه هذه الأم هو مكافأة لنفسها تفرح وتسعد به لوحدها، بل فقط تعتمد على حدسها كأم. ولم يكن سهلاً أبدا استبدال كريم الصباح بقيء طفل صغير أو رؤية شعرك يتساقط وعضلات إحدى ذراعيك تتألم أكثر من الأخرى. لا ندري أي فطرة وضعها الله داخل الأم لتكون بالحكمة والحماقة معاً لكي تحب كل هذا وتتحمل كل هذا وتظل بنفس الحماس لتصنعه كل يوم في حياتها. لا ندري أي فطرة دفعها الله داخل الأم فتحب هذا الكائن المزعج بل وتتمنى إرضاءه وسعادته ورؤية الابتسامة على وجهه، أو الشعور الذي يُخلفه قبلة من هذا المخلوق الذى يتغذى عليها ومنها وبها. عظيمة هي الأم ﺍﺳﺘﻐﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻟﻘﺎﺋﻚ معها أهمية الأم تكمن في الدور المهم والعظيم الذي تقوم به في الحياة، تم تكريمها وإعطاؤها مكانة عالية وعظيمة منذ فجر البشرية، فالأم نصف المجتمع فلولا وجودها لما استطاع الإنسان العيش في هذه الدنيا، وقد ذكرها العديد من الشعراء في قصائدهم للتعبير عنها، كالشاعر الكبير أحمد شوقي حينما قال: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، ويدل هذا البيت على أن الأم هي الأساس في تكوين الشعوب العريقة. وللأهمية الكبيرة للأم جعل الله سبحانه وتعالى رضاها وطاعتها مقترنين بطاعة ورضا الله سبحانه وتعالى، والإنسان الذي يعق والدته ويغضبها يلقى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، وتعد الأم أكثر الأشخاص حقاً في صحبة الإنسان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال:أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك" (متفق عليه). انتهزوا أي فرصة لتجلسوا الى امهاتكم إنهن الفلاح والنجاح لكم في هذه الحياة الدنيا لكي لا نندم عندما نفقدهم عن أي لحظة فاتتنا ونحن نطيعهم ونخدمهم، وعندما تموت الأم كل ما يتذكره الابن عن حياة أمه انه كان مقصرا معها مهما قدم لها ولا يتذكر من كل هذا الا اللحظات التي قصر فيها مع أمه، رفض لها طلب او نسي ان يقدم لها خدمة كانت تحبها، لم يتذكر الأعمال الطيبة لأنها لا تساوي شيئا امام تضحياتها تجاهه، فانتهزوا كل فرصة لتكونوا قريبين من أمهاتكم، ولا تقدم على أي عمل تندم عليه بعد فراقها عنك في هذه الدنيا الفانية. *الإسلام خير الأديان التي حفظت مكانة الأم حصلت الأم على تكريم خاص في الدين الإسلامي، فجعل لها مراتب عالية ومرتفعة عن غيرها من البشر، دور الأم في المجتمع للأم دور كبير في المجتمع، فهي تقوم بتربية وتنشئة أبنائها، بحيث يكونون الثمرة الصالحة للمجتمع، ويكون لهم دور بناء وفعال في مجتمعهم، فالأم الصالحة هي خير للمجتمع كله، أما الأم غير الصالحة فتؤدي إلى تدمير المجتمع بتربية أبنائها تربية غير سوية، مما يؤدي نشر الفساد والضرر في المجتمع والحد من تقدمه وتطوره. وحثنا ديننا الحنيف أن تحظى الأم باحترام وتقدير، وذلك من خلال التعامل معها بكل حب ولين ولطف، وتوفير جميع الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بها، وتجنب القسوة في التعامل معها أو مقاطعتها، وطاعتها في غير المعصية لله تعالى، لقوله تعالى في كتابه العزيز: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير". كسرة أخيرة لا يوجد أي كلمات تفي وصف الأم الحنونة، فهي الحضن الدافئ الذي نلجأ إليه في كل حين، ولا توجد عبارات تكفي لشكر ورد الجميل للأم، فهي نبع الحنان والعطاء وتعطي أطفالها كل ما لديها، إنها الأم التي تحب وتحنو وتغفر وتسامح، إنها الطريق للوصول إلى الجنة، فإذا رضت الأم عنك رضي عنك الله عز وجل، وكنت من السعداء في الدنيا، ومن أهل الجنة في الآخرة، فلا تنسوا أمهاتكم في الكبر، وأحسنوا إليهن وقولوا لهن قولا لينا، وكن مطيعا لأمك فقد يأتي الوقت ولا تجدها بجانبك، عندها سوف تندم، فقد بكى رجلا بكاءً شديدًا عندما ماتت أمه لأن الملائكة قالت "ماتت التي كنا نكرمك لأجلها". فاللهم احفظ أمهاتنا وارحم من مات منهن وارزقنا برهن أحياء. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]