12 سبتمبر 2025

تسجيل

المكان في النشرة

20 يوليو 2016

باتت الخريطة ملازمة لنشرات الأخبار العربية والعالمية منذ سنوات قليلة، وبخاصة بعد حركة الربيع العربي التي انتقلت في معظم بؤرها من المظاهرات إلى الحراك المسلّح الدامي. تعرّف مشاهدو التلفزيون معظم أسماء ساحات المدن العربية، وأسماء مناطق تجمع المظاهرات من شارع بورقيبة في تونس إلى ساحة التحرير في القاهرة إلى ميدان السبعين وشارع الستين في صنعاء. وما لبث أن صعد نجم مدن صغيرة أخرى ظلّت خاملة الذكر، فمن سيذكر البيضا الليبية أو زملكا السورية أو الضالع اليمنية، وما هذه إلا نموذج بسيط عن عشرات المواقع التي مرّت على لسان قارئ النشرة والمحلّل السياسي وقارئ الجريدة العادي من بوابة العزيزية في طرابلس الغرب حتى القامشلي شمال شرق سوريّا. لم تعد الخريطة تلزم نشرة الأخبار الجويّة فقط، بل صارت ضرورة ملحّة للنشرات المتلاحقة السريعة التي تقف على أرض النار المشتعلة والممتدّة على خريطة الشرق الأوسط. لم تعد الخرائط هي الأخرى وحدها تكفي المتابعين الذين ذهبوا إلى صفحات الكتب ومواقع البحث الكبيرة لتعرّف التفاصيل الدقيقة التي تساهم في صناعة الحدث اليومي، وظهرت طبعات جديدة من كتب الملل والنحل والتاريخ القريب والبعيد ليلبّي حاجة سوق القراءة.لكنّ اللافت أيضًا سرعة تمثّل الرواية العربية للأحداث الجارية بظهور روايات تعكس التحوّلات الصعبة في المشهد منذ رواية الصديق جاسم سلمان "غرباء في الرمادي" المنطلقة من إحدى أهمّ البؤر التي تحرّك الأحداث منذ غزو العراق 2003، إلى الروايات التي عملت دور المراسل الأدبي في نقل الأحداث. رغم أنّ رواية الربيع العربي لم تنضج إلاّ أنّها ضرورة أوّلية يحتاجها القارئ، لسدّ الفجوة المعرفية بينه وبين مواقع جغرافية برزت في ساحة الأحداث.