23 سبتمبر 2025
تسجيلأنا أعرف أهمية الكتابة.. طبعاً فأنا كاتبة، ولكن هل تعرف أنت أهميتها وأثرها على السعادة؟ تشير الدراسات إلى أنك عندما تكتب وتعبر عن مشاعرك وأحاسيسك على ورقة أو حتى على جهازك اللوحي أو الكمبيوتر ترتاح نفسياً أكثر من عندما تصارح صديقك أو زميلك في العمل حول حدث صادم وقع لك! هذا الأمر حيّر العلماء.. فما الفرق بين الفضفضة للورق أو الفضفضة لكتف صديق حنون؟! يُفترض بأن يترك ذلك الأثر نفسه! ومن هنا فُتح الباب لتفسير الفرق بين الكتابة والمحادثة.. البعض يقول ان الانسان عندما يكتب يكون مرتبا في أفكاره وقد يذكر كل شيء لورقة صماء بخلاف ما قد يفعله عندما يحادث صديقه أو قريبه. كما يستند الكاتب ريتشارد وايزمن في كتابه (٥٩ ثانية) على بعض الدراسات، في أنه يمكن للإنسان أن يُحسن حياته ويسعد أكثر عندما يكتب مشاعره لشخص يحبه في حياته.. زوج.. صديق.. جار.. أخ. ويستطيع كتابة هذه المشاعر بأي شكل وأن يختار أن يشاركها هذا الشخص أو ألا يفعل. الكتابة تداوي الروح. تمد للإنسان جذورا وأذرعا وسيقانا لم تكن لتُخلق له لولا الكتابة وسحرها.. الكتابة ليست للكتاب فقط.. يمكن للجميع أن يدخل هذا العالم الرائع وأن يكتب لسعادته.. لوجوده.. لانبلاجه.. لسريان أحلامه.. يُمكن لك أنت يا أيها القارئ أن تصل للسعادة لو قمت بالكتابة بشكل يومي! لا يُشترط أن تكتب معلقات عن مشاعرك وأحلامك وأهدافك.. ولكن اكتب ببساطة واختصار.. اكتب عن مشكلة واجهتك وأثرت فيك نفسياً.. اشرح كيف تأثرت بها وكيف صمدت أمامها. اكتب لشخص تحبه.. عبر له عن مشاعرك.. افتح له قلبك وكأنك لن تراه لوقت طويل. اكتب عن أفضل تجربة مررت بها في حياتك واشرح كيف شعرت في وقتها، وكيف كانت الأجواء، ومع من كنت وأين ومتى كانت هذه التجربة، فدراسة للباحثة لورا كنج تثبت بأن الناس الذين يعودون لزيارة ذكرياتهم السعيدة، يكونون أسعد من الذين لا يفعلون ذلك! اكتب عن المستقبل الرائع الذي ينتظرك وأحلامك التي ستتحقق لو حدث كل شيء في حياتك بسلاسة وبلا مشاكل! اكتب عن الناس والأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك وتشكر ربك عليها. اكتب بكل شكر وتقدير عن الأمن والبيت والطعام والعمل والعائلة والأصدقاء والصحة التي لديك. اكتب كل يوم.. قليلاً أوكثيراً، لتكون أصح نفسياً وجسدياً، اكتب واجعلها عادة يومية تسعدك، فالسعادة عبارة عن تراكم عادات يومية صغيرة، تتجمع لتُكوّن سعادتنا الكلية، وبالكتابة الإيجابية المتوازنة اليومية، نقترب كلمة.. كلمة من سعادتنا.