18 سبتمبر 2025
تسجيليتغير الكون من حولنا بشكل مستمر، وحدثت ومازالت تحدث التغييرات المناخية والكونية والطبيعية، كل شيء حولنا يتعرض للتغيير، الطرقات والأماكن التي تعّودنا عليها، الاشخاص في حياتنا يتغيرون يذهب البعض ويأتي غيرهم، تحدث الحياة تغيرات مستمرة في تفاصيل حياتك، وتنذرك بعض الأحداث بضرورة التغيير في نفسك، ربما تمر عليك مئات المواقف ولا تتغير، ولكن حتمًا سيأتي موقف سيغير مفاهيمك وستصل إلى قناعة التغيير وستتغير. التغيير سُنّة الحياة، كما أنه صحي ويبعث على التجديد لذلك فنحنُ نغّير في مقتنياتنا وملابسنا وأماكن سفرنا وكل أمورنا، ولكن نتوقف عن تغيير أنفسنا بسهولة في حين أننا نطالب بتغيير سلوكيات من نتعامل معهم، إلاّ إننا لا نعي تماماً ضرورة تغييرنا، الأزواج يسعون لتغيير سلوكيات بعض ليكونوا كما يرغبون، والآباء يلحّون لتغير صفات أبنائهم ليجعلوهم نسخة منهم، والأصدقاء كذلك، فالنفس البشرية تميل إلى التحكم بالاشياء وبالناس الذين تتعامل معهم، وتتمنى أن تُسيرهم حسب رغباتها ولكن هذا ضرب من المستحيل. يمر الإنسان خلال مراحل حياته بالعديد من الظروف التي تُشكل شخصيته منذ صغره مرورًا بفترة مراهقته إلى شبابه وتقدمه في السن، ولكل مرحلة مزاياها في شخصيته، وقد يغير سلوكياته بسهولة وفقاً للمؤثرات حوله أو أنه يتمسك بمبادئه، صحيحة كانت أم خاطئة إلى أن يصل لتلك القناعة التي يتغير فيها، وقد تكون نتيجة موقف مؤثر أو خيبة أمل أو صدمة قاسية وغالباً قُرب من الله وتأمل في ملكوته وسلام داخلي للنفس تكون قابلة التغيير دون سعي منها، فعندما يُلح الشخص على أمر ما ويظل يفكر به كثيراً لا يحدث ما يتمناه، في حين انه إذا ما ترك الأمر لله وأشغل نفسه بأمور أخرى يتحقق له ما كان يتمناه أو يعوضه بما هو أفضل منه ويرضيه أكثر مما كان يتوقع. من أصعب الأمور التي قد تواجهها التغيير في نفسك، خاصة عندما يُلح عليك البعض بوجوب تغيير هذا السلوك أو تلك العادة التي غالباً ما تكون غير ملائمة أو غير مفيدة بالنسبة لك، وقد تشعر بتمرد في داخلك من رغبة الآخرين في تغييرك ولن تستسلم بل على العكس ستتمسك بتلك الصفات أكثر، وعندما تصل للنضج الداخلي وتبتعد عن المؤثرات وتعيش في تأمل ستتمكن من تغيير بعض المفاهيم والقناعات لديك ووقتها فقط ستتمكن من تغيير عادات كثيرة لم تتوقع أن تغيرها، بل أنك ستسعى إلى تغير محيطك والناس الذين تتعامل معهم، وستتغير نظرتك لأشخاص كنت تعتقد أنهم الأهم والافضل في حياتك وسترى حقيقتهم المجردة من عاطفتك، وستكتشف أنك أسرفت في مشاعرك وعطائك وتضحيتك لمن لا يستحقون، وأنك استخدمت طيبتك وثقتك مع الأشخاص الخطأ وقدمت لهم أكثر مما قدموه لك، وقتها ستتوقف تلقائيًا عن العطاء، وسيصبح شعورك أصم لا روح فيه! دائماً ما يرتبط التغيير بالإيجاب وبالأحسن لذلك يجب أن تحرص على أن يكون تغييرك لأفضل مما كنت عليه في كل مجالات حياتك والأهم المجال النفسي، فالنكسة التي يصعب علاجها هي أن تتغير للأسوأ وأن تكون طاقة سلبية وقنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر بالشر في أي لحظة وتؤذي الآخرين، فكلما تقدم الإنسان في عمره كان أكثر سلاماً ومحباً للخير لأن مواقف الحياة تثبت دائماً بأن الخير هو الأبقى وإن كان الشر محيطاً بنا. • لا تتعجل التغير، لأنك ستتغير في الوقت المناسب والصح ودون إلحاح منك، وستجد ابتسامة تعتلي وجهك كلما مر موقف يستدعي غضبك قبل التغيير! • اجعل هدفك التغيير للأفضل، في طريقة حياتك، في عملك، في نجاحك والأهم في سلوكياتك وصحتك النفسية! [email protected] @amalabdulmalik