11 سبتمبر 2025

تسجيل

من آثار العُجب

20 يونيو 2016

لسائل أن يسأل : هل الحديث عن العجب وذكر أسبابه له تلك الخطورة ، والجواب يكمن فيما يترتب على الأسباب من آثار سيئة ، ونريد في هذا المقال أن نضع بين يدي القارئ الكريم جملة من تلك الآثار:1- الوقوع في شراك الغرور بل والتكبر :الأثر الأول للإعجاب بالنفس ، إنما هو الوقوع في شراك الغرور وهذا بدوره يسلم إلى التكبر، فالمعجب بنفسه كثيرا ما يؤدى به الإعجاب إلى أن يهمل نفسه ، ويلغيها منالتفتيش و المحاسبة ، وبمرور الزمن يستفحل الداء ، ويتحول إلى احتقار واستصغار ما يصدر عن الآخرين ، وذلك هو الغرور ، أو يتحول إلى الترفع عن الآخرين ، واحتقارهم في ذواتهم وأشخاصهم وذلك هو التكبر.2- الحرمان من التوفيق الإلهي : الأثر الثاني للإعجاب بالنفس ، إنما هو الحرمان منالتوفيق الإلهي :ذلك أن المعجب بنفسه كثيرا ما ينتهي به الإعجاب إلى أن يقف عند ذاته ، ويعتمد عليها في كل شئ ناسيا أو متناسيا خالقه وصانعه ، ومدبر أمره ، و المنعم عليه بسائر النعم الظاهرة و الباطنة .ومثل هذا يكون مآله الخذلان ، وعدم التوفيق في ظل ما يأتي وفي كل ما يدعي ، لأن الحق - سبحانه - مضت سنته في خلقه ، أنه لا يمنح التوفيق إلا لمن تجردوا منذواتهم ، واستخرجوا منها حظ الشيطان ، بل ولجأوا بكليتهم إليه ، تبارك اسمه ، وتعاظمت آلاؤه ، وقضوا حياتهم في طاعته وخدمته ، كما قال في كتابه { و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . وكما قال في الحديث القدسي :( .... وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ) .3- الانهيار في أوقات المحن و الشدائد : الأثر الثالث للإعجاب بالنفس ، إنما هو الانهيار في أوقات المحن و الشدائد :ذلك أن المعجب بنفسه كثيرا ما يهمل نفسه منالتزكية ، و التزود بزاد الطريق ، ومثل هذا ينهار ويضعف مع أول شدة أو محنة يتعرض لها ، لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء حتى يعرفه في الشدة ، وصدق الله إذ يقول :{ إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون } ، { وإن الله لمع المحسنين} .وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ ينصح عبد الله بن عباس فيقول :( ... احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ... )