29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الوقت الذي تنهمر فيه الأفكار من الغرب مدفوعة بالكيد الأبدي للإسلام ومدعومة بأضخم زخم إعلامي وأكاديمي وتعبوي في التاريخ المعروف، والذي يستوجب على المسلمين تجميع شتات أفكارهم وهضم وإعادة بلورة تراثهم الفكري والعلمي وشحذ الهمم لصياغة مشروع فكري جديد يخوضون به غمار المعركة القادمة بتقديم ما يتفق مع عقيدتهم ويجلي دينهم وتراثهم وينبذون الزيف ونوافل القول ويحررون أنفسهم من حالة التنطع الفكري والتبعية الذليلة التي تصبغ حال كثير ممن يعرفهم أهل الإسلام والعالم كمفكرين مسلمين، في هذا الزمن يتهم المسلمون التنويريون مفكري الإسلام الحاليين بالانكفاء على موروثهم الثقافي والانغلاق دونه وهم بهذا يعتبرونهم متخلفين عن ركب الحضارة، ولكي يلحقوا بركب الحضارة لابد لهم من اللحاق بسبيل الأمم الغربية التي قطعت شوطا بعيدا في التقدم والرقى، ونادى بعض كبارهم صراحة بوجوب اتباع الحياة الغربية في مستقبل» محاسنها ومساوئها.قال طه حسين في كتابه إن أمامنا إن شئنا التقدم سبيلًا واحدة»:«الثقافة في مصر لا ثانية لها، هي: أن نسير سيرة الأوروبيين لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها وقال !«ومرها، وما يحب وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب إنني في «:«شروق من الغرب» زكي نجيب محمود في كتابه ساعات حلمي، حين أحلم لبلادي باليوم الذي أشتهيه لها، فإنني أصورها لنفسي وقد كتبنا من اليسار إلى اليمين كما يكتبون، وارتدينا من الثياب ما يرتدون، وأكلنا كما يأكلون، أي، «! ونفكر كما يفكرون، وننظر إلى الدنيا بمثل ما ينظرون بمعنى أكثر وضوحا: أن تصير بلاده تابعا إمعة بين الأمم.بينما الصورة في الحقيقة تأخذ شكلا آخر.فمن يلقى مثل هذا الاتهام ينكفئ هو نفسه في منزلقين رئيسيين: المنزلق الأول عدم تبينه الفروق الثقافية والخصائص الطبيعية بين الأمم.فذلك الكم من المفكرين الذين ترعرعوا في أحضان والذين امتلأت «باشا» مدرسة باريس وأوهام محمد علي بهم الساحة العربية الإسلامية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى نهايات القرن العشرين أبسط ما يوصفون به هو إصابتهم فعليا بنوع من داء ‘انفصام الشخصية’ فقد خلق الله الأمم والشعوب في عالم واحد ولكن لا يزالون مختلفين.والمنزلق الثاني هو خيانة ذلك المفكر لأمانته، فمثله كمثل ربان سفينة الذي تركها عند أول جنوح لها تجابه الأخطار بركابها ولم يراع عهده ولا أمانته.فالنكسة التي أصابت أمة الإسلام في فكرها وفي كينونتها وخلقت تلك الوهدة التي زيَّن خلالها أهل الغرب للمسلمين النفور من دينهم ما هي إلا منعطف تاريخي وهو شيء طبيعي في مسيرة الحضارات ولا يعني مطلقا نهايتها والقول بوأدها ووجوب تركها!.