11 سبتمبر 2025

تسجيل

مع القصص القرآني (3)

20 يونيو 2015

لقد ظلت القصة في القرآن مثار جدل بين أعداء الدين في القديم والحديث، من مكذب إلى مشكك إلى مدعٍ، وقد انبرى لهم جمهرة العلماء فأتوا على دعواهم من القواعد، وهنا نود أن نقف عند مقولة بعضهم :القرآن كتاب محمد ؛ وليس كتاب الله، وفضلا عن تهافت هذه الدعوى التي يكذبها الواقع إلا أن نظرة سريعة على ذكر أنبياء الله في القرآن وعدد ورودهم يبين بجلاء كذب ما ادعو، فلو كان القرآن كتاب محمد كما زعموا لذكر قصته في طول الكتاب وعرضها، وهنا أتوقف في المعاجم لنلحظ ورود أنبياء الله في القرآن على النحو التالي: 1- آدمورد ذكره في القرآن في خمسة وعشرين موضعا، وهو أبو البشرية الأول، وتتكون قصته من مجموعة من القصص الصغرى تشكل في مجموعها قصة أبينا آدم عليه السلام، كقصة الخلق والتسوية والنفخ، وقصة سجود الملائكة، وامتناع إبليس لعنه الله، وقصة الأكل من الشجرة، والتوبة، والغفران، والهبوط من الجنة.2- إدريسوذكر في القرآن في موضعين فقط، الآية 56 من سورة مريم، والآية 85 من سورة الأنبياء، ولم ترد أي أخبار في القرآن عنه إلا ما جاء في الآيتين، وحوله كلام في تقدمه وتأخره، ولم يعلم قومه ولا مكانه.3- نوحورد ذكره في القرآن في ثلاثة وأربعين موضعا، وهو أبو البشرية الثاني، حيث جعل الله ذريته هم الباقين، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم أغرقهم الله بالطوفان الذي شمل الأرض قاطبة في أصح الأقوال وهو ظاهر لفظ القرآن.4- هودذكر في القرآن في عشرة مواضع، وبُعث إلى قبيلة عاد، وكانت تسكن الأحقاف بشمالي حضرموت، وكفروا بنبيهم فأهلكهم الله.5- صالحوذكر في القرآن في أربعة وأربعين موضعا، وأرسل إلى ثمود، وكانوا يسكنون الحِجْر، بكسر الحاء فسكون الجيم، منطقة بين الحجاز والشام، ومدائنهم كما يقول النجار ظاهرة إلى اليوم، وفي هذا اشتباه في ظني، لأن الله ذكر في القرآن أنه لم يبق منهم باقية، وكذا فإن كتب التاريخ تسميهم العرب البائدة، مما يعني أنهم لم يبق منهم شيء، وقد تكون هذه المدائن لأقوام سكنوا مناطقهم من بعدهم، إلا أنها اشتهرت أنها لهم.6- إبراهيمورد ذكره في تسعة وستين موضعا من القرآن الكريم، وهو أبو الأنبياء فمن نسله جاء الفرع العدناني العربي من إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، الذي ينتمي إليه النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء الأسباط أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام، وإليه ينتمي أغلب أنبياء بني إسرائيل إن لم يكن كلهم.7- لوطوجاء ذكره في سبعة وعشرين موضعا من القرآن الكريم، وذكروا أنه ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وبعث إلى أهل سدوم، وكانت لهم أخلاق رديئة، وكانوا لا يستحيون من إتيان المنكرات جهارا نهارا في نواديهم، فأهلكهم الله.