26 أكتوبر 2025
تسجيلتدور الحياة من حولنا كشريط يُعيد ما فيه ويستعيده كلما مضى الزمن؛ لنعيش ما قد سبق لنا وإن عشناه، أو كما يحسب من لا يُجيد الحساب، فالوضع القائم أن المحطات تتكرر، ولكنها لا تخضع لذات الظروف التي تحتاج منا في كل مرة معالجة جديدة تليق بها، وهي تلك التي تكشف عن مدى التطور الذي بلغناه في حياتنا حتى وإن كان ما يفصلها عن المرة السابقة مجرد لحظات بسيطة تشتاق إلى أن تدرك الفرق بين ما كان وما سيكون، ووحده الإنسان الواعي بيننا من يدرك جيداً أن معايشة ذات الأحداث لا تعني تكرار فصول العمل ذاتها، ولكن الاجتهاد الحقيقي؛ كي يتميز في كل مرة بما يُبهجه ويُحفزه على تقديم الأفضل، وهو الحال ذاته مع هذا الشهر الفضيل، الذي يحتاج فيه القلب لمساحة كافية من الطهارة، التي تحثه على موازنة الأمور بشكل جيد، خاصة وأن السمة التي تُميز كل الأعمال التي نتقدم بها في رمضان هي (المضاعفة)، فإن كان خيراً تضاعف حجمه دون شك، ويكفي أن يخرج منه المرء مُحملاً بعظيم الأجر والثواب (اللهم آمين).أحبتي: قد دار الزمن وعاد بنا من جديد؛ كي نلتقي في رمضان، وأن يكتب الله لنا من العمر ما يكفي؛ كي نعيش ونبلغه هذا الشهر الفضيل لهي الفرصة التي لا يحظى بها الجميع، ولا يعرفها حق المعرفة إلا من قد قُدر له ذلك؛ لذا فلنحمد الله على هذه الفرصة متى كانت لنا، ولنقابلها بما تستحقه منا من أعمال صالحة نسعى من خلالها إلى كسب الأجر والثواب. إن ما قد سبق لنا وأن حققناه من خلال صفحة الزاوية الثالثة في رمضان من الأعوام المنصرمة يجعلنا نشعر بالفخر، فبفضل ما قد تفضلتم به من متابعة تمكنا من تقديم الفائدة العظيمة لمتابعي الصفحة في كل مكان والحمدلله، وهذه المرة قد تجدد الوعد، وحرصنا على أن يكون لرمضان علامته الفارقة التي لابد وأن نتشارك فيها معاً؛ كي تكون، والحق أنه ما نتطلع إليه على الدوام، خاصة حين يتعلق الأمر بهذه النقطة التي نجتمع من حولها في كل عام، والحديث عن رمضان، الذي تكثر فيه الدروس والعبر، وتشعر فيه النفس بحاجتها لتنقية ما هي عليه وتصفيته، ولكنه كل ما سيتوقف في محله دون أن يُقدم على خطوة واحدة ما لم تكن النية الصادقة، التي لا ترتبط برمضان فقط، ولكنها تنطلق منه؛ لتشحذ النفس طوال العام، وعليه فلتكن هذه الانطلاقة من هنا، ومن هذه اللحظة، التي سيتطهر ويتجدد فيها كل شيء؛ ليصبح صاحبها قادراً على التميز في رمضان بأعمال ترفع درجاته درجات يسعد بها (اللهم آمين)، وبما أن الأمر يتعلق بالارتقاء فلاشك أن بدء هذا الموسم بهذا الموضوع هو واجبنا الذي نسعد به بقدر ما نسعد بتفاعلكم معنا، وحرصكم على دعم هذه الصفحة بحُسن المتابعة، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةتمر الأيام مُكونة عقداً من الأعوام، التي تسترجعها بين الحين والآخر؛ كي تراجع ما كان منك من قبل، وأحياناً يستوقفك ما كان منك في محطة من المحطات؛ بسبب إعجابك الشديد به، أو بسببها تلك الخيبة التي تعرضت لها بفضل حساباتك المضطربة، وبين هذا وذاك تكتشف أن الحياة تمضي في كل الأحوال، وأن كل ما تقدمه هو لك أولاً، فإن حَسُن ما قد خرج منك سابقاً، ضمنت حُسن ما سيكون لك لاحقاً، وبما أن رمضان هو ذاك الركن الأساسي في حياتنا كمسلمين، فلاشك أنك وفي كل عام ستدرك أهميته، وستحرص على أن تتقدم به بكل ما سيعود عليك بمنفعة ما، والمنفعة التي نتحدث عنها هنا، هي تلك التي يجدر بها بأن تكون لك ولمن حولك، وعليه فليكن شعارك الجديد لهذا العام عن كل عمل تود القيام به (المنفعة للجميع)، فإن نجحت في ذلك فسيكون لك كل ما تريده، وحتى يكون فليوفق الله الجميع.