16 سبتمبر 2025

تسجيل

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

20 مايو 2020

يحل علينا عيد الفطر هذا العام 2020 والعالم يعيش في ظروف استثنائية سيتحدث عنها التاريخ لمئات السنوات كما يتحدث الآن عن الجوائح والوبائيات التي مرت على العالم في القرون الماضية، ولكننا لا ندري هل ستمر على العالم جائحة أقوى من جائحة كورونا كوفيد 2019 التي هزمت هذا العالم الذي كان يرى أنه الأقوى، نسأل الله ان يزيل عنا هذه الغمة ونحن نتمتع بوافر الصحة والعافية. يحل علينا هذا العام عيد استثنائي ولسان حالنا يقول (عيد بدون ملابس جديدة أفضل من عيد بدون اسرة مكتملة... فكروا جيدا وخذوا حذركم) فليكن شعارنا هذا العام بأن (ثوب العيد الحقيقي هو ثوب العافية)، اللهم ألبسنا لباس العافية وأبعد هذا الوباء عن البلاد والعباد يا حيّ يا قيوم، كما يجب علينا في نفس الوقت أن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة ولكن الحذر كل الحذر لكي لا نخسر صحتنا الغالية وصحة أي فرد من أفراد أسرنا وبما أن الاحتفال والفرحة بهذه المناسبة سنة واجبة كما ذهب مجموع الفقهاء لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن لكلَّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدُنا) لذلك الاحتفال واجب علينا ولكن بشروط، أحببت أن اسردها في هذا المقال، وهي على سبيل ما في الإمكان وليس الحصرأهم النقاط للتجمعات التي يجب التقيد بها في العيد: عدم المعايدة والانتقال من منزل الى آخر. عدم التجمع للقهوة في نهار العيد. عدم عمل التنزه والشواء الجماعي. عدم عمل الوجبات الجماعية خلال أيام العيد. عدم عمل الفعاليات الشعبية المتعارف عليها أو إخراج الأطفال لأي أماكن توجد بها تجمعات. الحذر ثم الحذر والالتزام بعمل جميع وسائل الحماية الشخصية، ومنها: لبس الكمام، والتباعد الجسدي، وتقليل الحركة خارج المنزل، والالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون. ولا ننسى أن نتجنب الذهاب للسلام على كبار السن ويكتفي السلام عن طريق الهاتف، لحفظ وسلامة الجميع لأنهم الأكثرعرضة لتأثيرات المرض. وبما أن الله قد قدر لنا أن تمر علينا مناسبة عيد الفطر هذا العام أثناء فترة الحجر الذي فرض علينا للمحافظة علىى صحتنا.... يجب علينا أن نلتزم باتباع سنتنا النبوية الكريمة ليتقبل الله منا صيامنا وطاعاتنا، وللتذكير هي: ان تقوموا وتتجهزوا وتتبعوا السنة (من الاغتسال والتطيب والتزين وأكل التمر).. واحياء سنـة الجهر بالتكبير وتجهزوا القهوة واقامة صلاة العيد ببيوتكم أنتم وأهل بيتكم جماعة ووقتها كما أجمع جمهور العلماء بعد طلوع الشمس قيد رمح أي بعد ربع ساعة من شروق الشمس، وبعدها افتحوا قناة القرآن وتابعوا خطبة العيد من الحرم المكي وبعدها تتعيدون ويفضل وجبة شعبية.. مثل كل الاعياد.. وانبسطوا واحيوا مظاهر الفرح.. لا اقول لكم تكلفوا واشتروا واسرفوا، ولكن المطلوب الا يكون يوم العيد يوما عاديا مثل باقي الايام.. يجب أن نعيش روحانية هذا اليوم مثل أي (عيد) كل عام..... وانبسطوا مع أهلكم لأن حلاوة كل عيد مع الأهل. كسرة أخيرة العيد شعيرة من شعائر الله ويجب تعظيمها واحياؤها وادراك مقاصدها واستشعار معانيها بعد صيام شهر رمضان - قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج:32، وقال عز من قائل (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) – 185 سورة البقرة، افرحوا وأحيوا شعائر الله وأحيوا سنة نبينا الكريم بالتطيب واللبس الجديد، نسأل الله ان يجنب العباد والبلاد شر هذا الوباء. ونسجل صوت شكر وامتنان لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على المجهودات الأمنية في متابعة تنفيذ الاجراءات والقرارات الاحترازية لدرء هذه الجائحة، ونجمة إنجاز نضعها على رؤوس الكادر الطبي بوزارة الصحة العامة على ما يقدمونه من مجهودات مقدرة وخارقة في الحفاظ على نسبة 0% من الوفيات، حيث لم تتجاوز اعداد الوفيات منذ بداية الجائحة 15 شخصا وهذا في حد ذاته انجاز يسجل لدولتنا الحبيبة ويؤكد جاهزية مرافقنا وقدرة كوادرنا الطبية في التعامل مع المصابين، ويحفظ الله بلدنا الحبيبة قطر ودائماً في مقدمة دول العالم، وسلامتكم. كاتبة صحفية وخبيرة تربوية [email protected]