12 سبتمبر 2025

تسجيل

لخوض مرحلة جديدة

20 مايو 2014

تختلف التوجهات التي يميل إليها القلب بحسب ما يميل إليه القلب، الذي يعتمد في ذلك على حسابات لا يدركها سواه وصاحبه، فيوجهه وفي نهاية المطاف نحو ما يريد وما يُعجبه من الأصل، في حين أنه قد لا يكون التوجه الذي سيميل إليه غيره، بحكم اختلاف توجهه ورغباته، والحق أن اعتناق الحياة لمبدأ الاختلاف أمر طبيعي يفرض علينا التجديد؛ ليمدنا وفيما بعد بالجديد وذلك؛ لأن كل واحد منا وإن مال كما يفعل غيره؛ لانتهى به الأمر وهو وسط قالب يفرض تشابهاً كبيراً سيُكرر له نفس التفاصيل؛ ليتعايش معها دون أن يدرك من الحياة ما هو أفضل منها، ويرفض الجديد الذي سيُعرفه بما لم يسبق له وأن عرفه في حياته، وهو المطلوب، (نعم) المطلوب هو أن ندرك الجديد دون أن نتمسك بما كنا ندركه من قبل ونحفظه عن ظهر قلب؛ لنورثه للأجيال القادمة التي لن تحب ما تفعله ولكنها ستفعله دون أن تحبه، وهو ما سيكون منها وعلى مضض، ما أن تصل معه إلى مرحلة التخمة حتى لتنفجر بالحقيقة التي حرصت على كبتها منذ زمن لم يعد متفقاً مع الزمن الحالي، وهو ما أجبرها على التخلص منه، وهي أنها قد سئمت القديم وصارت تحلم بالجديد، الذي ومن الممكن بأن تثور من أجله، فهل يُعقل وبعد هذا كله بأن نُورث الأجيال القادمة ما لا يمكن بأن توافق عليه وتتفق معه؟ما يجدر بنا القيام بهحين نشعر بأننا لا نريد فعل ما نفعله من جديد، والحديث عن أمور اعتدنا على القيام بها دون أن تأخذ منا الكثير من الوقت ونحن ننجزها، وحين نمل من تلك الأفكار التي سبق لمن سبقنا وأن اعتنقها وورثها لنا؛ لنفعل الأمر ذاته دون أن نتمكن من اتخاذ أي موقف حيالها يعبر عن موافقتنا أو رفضنا لها، ونشعر بأننا قد سئمنا ما نفعله فعلاً، وعلى وشك سلخ كل ما يلتصق بنا، فلاشك بأننا بحاجة ماسة إلى البحث عن الجديد الذي يليق بنا، وهو ما لا يعني بأن العيوب تطل من اختيارات من سبقنا، ولكنه ما يعني أن ما قد تقدموا به يليق بزمن سابق لربما لا يليق بزمننا الحالي، وما يجدر بنا القيام به هو: التمسك بما يليق بنا منه ويمكن بأن نتطور بفضله؛ لنصبح الأفضل، وترك كل ما لا يلزمنا جانباً وعلى (رف الذكريات الجميلة) الذي ومن الممكن بأن نعود إليه بين الحين والآخر وبحسب ما ستفرض علينا الظروف، ثم محاولة اكتشاف عالم ذاك الجديد الذي نريده ولربما تحيط به هالة من الغموض ستصبح (من الماضي) بمجرد أن نقتحمه ذاك العالم ونفوز بما قد خرجنا في أثره، وهو ما سيكون ولكن إن تسلحنا بإرادة عظيمة لا يحق لأي شيء بأن يعيقها أو يقف في طريقها، وإن تمسكنا برغبة الوصول إليه ذاك الجديد؛ لنقدمه للعالم ولكل من شكك فيه في السابق، وهي المهمة التي وإن تمت وبنجاح فسنتمكن من تغيير ألوان الحياة وتحويلها للوحة أفضل بكثير.وإن مال قلبكلربما يميل قلبك نحو وجهة (ما) ينبذها غيرك؛ بسبب شر تعاني منه، ويفوح منها، وهو كل ما سيجعلك تقف بعيداً كل البعد عنها تلك الوجهة، دون أن تحاول التقرب منها، في حين أنك وإن سمحت لقلبك بالتفوق عليك؛ لتمكنت من تجاوز حدود تلك الوجهة؛ لمعرفة ما يجري فيها، ثم تصحيح ما تعاني منه من أخطاء إن تم تداركها؛ لأصبحت بوضع أفضل بكثير يمكن بأن يعتمد عليه المستقبل في المستقبل بإذن الله تعالى، وعليه فإن مال قلبك نحو ما تدرك بأنك قادر على تغييره للأفضل فلتنطلق دون أن تلتفت لأي شيء سواها قدرتك على فعل ذلك، وسيوفقك الله فيه إن شاء لك ذلك.