03 أكتوبر 2025

تسجيل

طبعات الكتب

20 مايو 2013

من التقاليد السائدة في الغرب، عند نشر أي كتاب، أن تقوم معظم دور النشر بعمل طبعات متعددة للكتاب، بحيث يطرح بغلاف ورقي عادي، وبغلاف سميك فاخر، ونسخة إلكترونية لتقرأ عبر أجهزة الكيندل والآي باد، إضافة إلى طبعة شعبية بسعر زهيد، ويمكن أن تكون في متناول أي عاشق للقراءة. هذا التقليد الذي اعتبره ممتازا، يراعي المستويات الذوقية وأيضا الاقتصادية للقراء، فالقارئ ليس موحدا على الإطلاق، بمعنى ليس كل القراء في مستوى واحد من حيث تذوق شكل الكتاب، أو القدرة على شرائه، أو طريقة القراءة المفضلة، أي الذي يقرأ ورقيا، غير الذي يقرأ إلكترونيا، ولأن الكتاب في النهاية، سلعة تجارية، وتدخل من ضمن منظومة السلع التي بحاجة إلى ترويج، وإلى الوصول إلى أكبر قدر من المستهلكين، تراعى تلك الأشياء التي ذكرتها، وبذلك يعثر كل قارئ على ضالته، في كتاب واحد في مضمونه، لكنه متعدد في وجوهه. وإذا ما اكتفت دور النشر بنسخ فاخرة فقط للكتاب، أو بنسخ ورقية، غاضة النظر عن النشر الإلكتروني، حتما ستخسر كثيرا من القراء، وأيضا يخسر القراء، كتابا لمؤلف ربما يكون مفضلا لديهم. دور النشر العربية على العكس تماما، فمعظمها يقوم بنشر طبعة موحدة للكتاب، وهي طبعة ورقية بغلاف ورقي، ويوضع السعر الذي ربما يقدر عليه البعض ولا يقدر عليه البعض الآخر، وبذلك يضيع الكتاب من عدد ليس سهلا من قراء ربما كانت الدار ستكسبهم لو اعتمدت تقليد الطبعات المتعددة. لكن مؤخرا التفتت بعض دور النشر إلى إمكانية ترويج الكتاب أكثر، فصرنا نرى في مواقع البيع على الإنترنت، نسخا إلكترونية لنفس الكتاب، تعرض مع النسخ الورقية، هذا إرضاء لقارئ الكيندل والآي باد بلا شك، لكن وبرغم ذلك مازلنا نفتقد إلى النسخ الشعبية الرخيصة، وحتى حين نشرت دارا مثل الشروق المصرية، نسخ جيب لبعض الكتاب، بأحجام صغيرة، لم تعدل السعر كثيرا، ونراه يقترب من سعر الكتاب في حجمه الكبير. في بعض الدول، اهتمت المؤسسات الحكومية بإنشاء سلاسل للكتب بأسعار جيدة، وفي متناول الجميع، وكانت مؤسسة الشؤون الثقافية العراقية قديما، تنشر سلاسل في شتى فروع المعرفة، وتوزع في كل أنحاء الوطن العربي، وهي السلاسل التي تعلمنا منها في بداية تعرفنا على سكة القراءة، أيضا في مصر، أنشئت سلاسل متعددة، لنشر الإنتاج الثقافي المصري، وأيضا لإعادة نشر الكتب المهمة لبعض الكتاب العرب، ومازالت هذه السلاسل تواصل عملها بنشاط، ويتلقف نشرها آلاف القراء. في قطر اهتمت وزارة الثقافة منذ زمن طويل، بالنشر، حيث نشرت للكتاب المحليين، ولكتاب وشعراء عرب، ونشرت كتبا هامة مترجمة من لغات أخرى إلى العربية، وتواصل هذه المشاريع بنجاح، وأيضا توفر هذه الكتب الأنيقة المهمة مجانا لمن يريد القراءة، أو المعرفة، وتعرضها في أجنحتها في المعارض الدولية، ولا أدري لم لا تباع هذه الكتب في منافذ البيع، حتى تعم الفائدة، وتشمل عددا أكبر من المهتمين.