23 سبتمبر 2025
تسجيلمع اقتراب ساعات حلول عيد الفطر المبارك، بدأت الأزمة الانسانية وتداعيات الحرب الدائرة في السودان الشقيق والتي تدخل يومها السادس تتفاقم بسرعة، حيث يواصل آلاف المدنيين الفرار من الخرطوم تحت القصف، في الوقت الذي خلف فيه القتال المستمر بين قوات الدعم السريع والجيش أكثر من 270 قتيلا و 2600 جريح على الاقل، فيما تتناثر الجثث على الطرقات، وتستمر نداءات الاستغاثة من السكان العالقين وسط الاشتباكات التي تدور قرب الاحياء المكتظة بالسكان، أملا في الاستجابة لهم بالخروج، وخرجت كذلك عشرات المستشفيات في المناطق المتضررة عن الخدمة سواء بسبب القصف المتبادل أو نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من الوصول إليها لمباشرة مهامهم، ناهيك عن تناقص مخزونات المواد الغذائية والانقطاع الواسع لخدمات المياه والكهرباء. ولعل الهدنة التي أعلن عنها مساء أمس، لمدة 24 ساعة لأسباب إنسانية، تفتح بابا للأمل، اذا جرى الالتزام بها، أمام السكان العالقين، لالتقاط الأنفاس والحصول على الغذاء والمياه، أو الخروج إلى أماكن أكثر أمنا من المواقع التي تدور حولها الاشتباكات. وفي سياق الحراك الدولي والإقليمي الواسع لخفض التصعيد العسكري، يستحق الحراك الدبلوماسي والاتصالات الخليجية والعربية المتواصلة التنويه والاشادة لما تبذله من جهود لأجل تهدئة الأوضاع ودعم أي تحركات من شأنها مساعدة الأطراف السودانية في استعادة الأمن والاستقرار والعودة إلى حل النزاع عبر الحوار والطرق السلمية. إن هذه لاتصالات الخليجية والعربية لدفع الأمور نحو التهدئة ليست غريبة، إذ تشكل جمهورية السودان الشقيقة عمقا إستراتيجيا للخليج وللعالم العربي.. وأفضل ما نتمناه هو أن تستجيب الأطراف السودانية للنداءات والمناشدات الانسانية بإعلان وقف لإطلاق النار خلال أيام عيد الفطر المبارك من أجل أهلهم وشعبهم في السودان الشقيق.