17 سبتمبر 2025

تسجيل

أنت كفو

20 أبريل 2022

ترتبط كلمة كفو غالباً في الفعل الحسن ولأشخاصٍ قاموا بتلبية لأشخاص آخرين مادياً، معنوياً، مساعدة في أمر ما أو المؤازرة في المحن، ولهذه الكلمة وقعها الحسن في نفس الشخص الذي بدأ المساعدة وهو يستحقها في القول له تقديراً له على ما قام به. الكثير من البرامج تستضيف، مشاهير من مطربين، وممثلين، ومشاهير التواصل الاجتماعي في برامجهم التلفزيونية ولا نجد في الغالب أية فائدة من هذه البرامج، ومن الجهة الأخرى هناك برامج تعمل على استضافة إعلاميين، رياضيين، رجال أعمال، ولكن، يبقى الشأن، ما هيّ الفائدة المرجوة في الغالب من استضافة من هم في الأساس في الواجهة الإعلامية ؟! فتسليط الضوء على أشخاص هم في الأساس تحت الأضواء ليس إلا استمرارية لوجودهم في دائرة الضوء على الرغم من الغالبية منهم لا يقدمون أي جديد يُذكر! وهُناك برامج تستقطب أصحاب المناصب في حلقاتها المتعددة، وان كانت بعض البرامج مفيدة، ولكن بعضها الآخر الهدف منه فقط زيادة عدد المشاهدين أو تنشأ "الواسطة" لإظهار هذه الشخصية في البرنامج كمجاملات. ليأتي برنامج مغاير في الفكر والطرح، برنامج يلقي الضوء على إضاءات لم تخرج إعلامياً، إضاءات في المجتمع وفي المنازل بعيداً عن شاشات الهواتف والتلفزة وعنوان هذا البرنامج ( أنت كفو ) الذي تقدمه إحدى الدول الخليجية. برنامج يزرع في النفوس الخدمة المجتمعية والترابط المجتمعي والمساهمة المجتمعية، وتقدير أفراد المجتمع وتسليط الضوء عليهم، فهم نجوم في المجتمع، ومن يتابع حلقات هذا البرنامج يجد نفسه مقصراً أمام ما يقدمه هؤلاء لمجتمعهم ولأفراد المجتمع، وينمي هذا البرنامج للمشاهد حس المسؤولية وتُكوّن وتغرس لديه الخدمة المجتمعية. أنت كفو، قصص قام بها أفراد من الشعب، بشكل شخصي ومنها. شخص يتبرع بكليته لطفل لا يعرفه ولا تربطه به علاقة وذلك فقط لإنقاذ حياته. أُم تُحضر طفلاً كان ينام في المسجد لا عائلته له، لتقوم بتربيته كما تربي أبناءها. مريضة سرطان تشافت من مرضها، فجعلت نفسها بعد ذلك سفيرة للمصابين بهذا المرض فتعمل على زيارتهم والشد على اياديهم ورفع الهمة لمحاربة هذا المرض. أخ ينشئ جمعية خاصة لمساعدة الأُسر المتعففة ومن ثم يبدأ في احتضان الأيتام ورعايتهم. دكتور جراحة قلبية لا يتقاضى من مرضاه المتعسرين ثمن العلاج والاستشارة. شخص يقوم بإنقاذ عائلة من الغرق، وآخر ينقذ عائلة من الحريق. قصص كثيرة مُلهمة، قصص إنسانية، اجتماعية، تساعد على الترابط بين أفراد المجتمع، فكم نحتاج إلى برامج هادفة كهذا البرنامج الناجح الذي يُستضاف به الضيف ويفاجأ دون علم بأنه تحت ضوء " أنت كفو " واستقباله ومكافأته من جميع من قام بمساعدتهم. برنامج أعطى الأبطال الحقيقيين في المجتمع مساحة ليظهروا للعامة بأن هناك أبطالا في المجتمع وهناك أبطالا في المنازل ولكن لم يُسلط الضوء عليهم، فكم يوجد في مجتمعنا من قدم الكثير من الكادر الطبي، التدريسي، المهني، الشخصي، الاجتماعي والكثير فهؤلاء يستحقون تسليط الضوء عليهم لأنهم " كفو". أخيراً بارك الله فيمن قام بهذا العمل المميز في ظل أعمال تُقدم صورة سيئة عن مجتمعاتنا، وتسلط الضوء على كل ما يعمل على التفكك الأخلاقي والمجتمعي! تابع حلقات برنامج " أنت كفو " لتشعر بالتغيير وتكون أنت التالي في "أنت كفو".