18 سبتمبر 2025

تسجيل

صلوا في بيوتكم

20 أبريل 2020

هل خطر على بال أحد منا أن يسمع هذه العبارة في يوم من الأيام من المؤذن وهو يقولها في آخر الأذان حتى ولو كان ذلك من باب الأحلام ؟! أو هل اعتقد أحد أن تغلق المساجد أو دور العبادة من دون المصلين وهي لم تُغلق في يوم من الأيام حتى في حالة عمل الصيانة لها كان يُترك مكان للصلاة. فو الله إن القلب ليدمى وإن العيون لتدمع على فراقها وشهر رمضان على الأبواب فليس ذلك بالشيء الهيّن على المصلين والمسألة تستوجب التفكير ومراجعة علاقتنا بربنا وإصلاحها بالقول والفعل . ومن جانب آخر حياة وسلامة الناس في الإسلام أمر مهم للغاية ونادى بالمحافظة عليها وعدم رميها في التهلكة وهذا ينطبق على ما نعانيه من انتشار لهذا الفيروس المُعدي الذي أفسد على الناس أوجه حياتهم المختلفة، ولم يترك شيئا إلا أثر عليه بصورة أو بأخرى، وبث في النفوس الخوف والهلع وهذه الأنفس أصلا مُتعبة من ضغوط الحياة التي لا تنتهي . وزاد الأمور تعقيداً هذه التصريحات التي تنهال علينا من كل حدب وصوب والتي لم تقدم حقيقة هذا الفيروس هل أتى من عبث الإنسان ومن تجاربه المؤذية أم أنه أتى من الحيوان بصورة طبيعية؟. وما هذا الجدل بين أمريكا والصين حول أصل كورونا إلا دليل على أن الموضوع فيه إنّ حتى ولو قال البعض بأن ذلك من باب دعاية الرئيس الأمريكي لنفسه للفوز في الانتخابات. وكما نعلم بأن كثرة التصريحات وخاصة المتشائمة منها والتي لا تزرع الأمل في النفوس مثل منظمة الصحة العالمية والتي لم تقدم حلولا جذرية وتركت للدول الحرية حسب المعطيات المتاحة، وكما لليأس الذي نراه في وجوه المتحدثين باسمها لا يدعو بأن الحل قريب وكذلك التصريحات التي تشرق بنا وتغرب حتى أصبح الناس في حالة سيئة وحيرة من كثرة ما نسمع من أخبار متضاربة جيدة أو سيئة وارتفاع وتيرة الإصابة والوفيات وخاصة التي تتعلق بالعلاج والتي تقول بأن العلاج والأمصال لن تكون متاحة إلا بعد سنة ونصف، هذا إذا صدقوا في توقعاتهم، وتخيلوا ماذا سوف يحل بالعالم فسوف تنهار قواه المختلفة ولاسيما الاقتصادية وبدونها يصبح العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة وتختل أنظمته الاجتماعية والصحية والتعليمية . أما إغلاق المساجد فقد أسعد البعض من أبناء المسلمين والمحسوبين عليهم الذين اعتادوا على عدم حضور الصلاة فيها لا في الجمع ولا في الجماعات ولربما عدم الصلاة بالمرة أضف إليهم بعض السفهاء والحمقى من الفئة التي تحارب الله ورسوله وعباده الصالحين وتُضيّق عليهم وترميهم في السجون وتسعى في خراب المساجد من تحت الطاولة وتبدي في الظاهر اهتمامها بالدين كذبا وزوراً . ولكن برغم كل هذا يبقى العلم اليقين عند الله وهو القادر أن يرفع البلاء والابتلاء ويرحم به البلاد والعباد فهو المسامح الكريم (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). [email protected]