13 سبتمبر 2025

تسجيل

وطن التطرف!

20 أبريل 2016

تحول التطرف إلى معضلة تجوب القارات وتتجاوز الحدود والمعابر، تتوالد من رحم المآسي والأحزان والظلم والقهر والعزلة والاستبداد والديكتاتورية والجنون أيضا، نتائج مثيرة نشرتها وسائل الإعلام حول التقرير الأخير للجنة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أشارت إلى أنه حوالي نحو 2500 تنظيم متطرف فكري وديني تنتشر حول العالم، وما يقارب 390 تنظيماً إرهابياً تتوزع على 60 دولة، إضافة إلى انتشار شبكات دعم الإرهاب على ساحات دول مختلفة وارتباطها بتجارة السلاح والمخدرات وجماعات الجريمة المنظمة، حيث وقعت في عام 2015 عمليات إرهابية في 72 دولة في العالم.إذا أخذنا معيار التوزيع الجغرافي، نلاحظ أن قارة أوروبا حظيت بوجود أكبر عدد من التنظيمات المتطرفة فكرياً سواء على أسس دينية أو أيديولوجية، خاصة التنظيمات اليمينية والعنصرية واليسارية، المنظمات المتطرفة فكريا التي ينتمي أعضاؤها إلى الديانة المسيحية تتركز في أوروبا والأمريكتين وإفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط ويبلغ عددها الف منظمة وبنسبة 40 %، وتأتي بعدها المنظمات التي ينتمي أعضاؤها إلى الديانة الإسلامية بعدد 550 منظمة وبنسبة 22 % وتتواجد في الدول الإسلامية ووسط بعض الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وإفريقيا، بينما احتلت الجماعات والمنظمات البوذية والهندوكية والكنفوشية والوثنية والسيخ المرتبة الثالثة بعدد 500 منظمة وبنسبة 20 % وتتركز في الصين والهند وبورما واليابان ودول آسيوية أخرى، في حين احتلت المنظمات اليهودية المرتبة الأخيرة بعدد 450 منظمة وبنسبة 18 % وتتركز في إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا.لقد تعلمنا من دروس التاريخ التي شهدناها خلال السنوات الماضية في العالم العربي بالتحديد، ان الغلو والأفكار المتطرفة في النهاية تقود إلى الإرهاب، الذي تحول إلى اخطبوط مسخ اذرعه تمد في كل مكان في العالم وليس محصورا في ديانة أو مذاهب أو افكار معينة، وليس له وطن أو قارة أو موقع جغرافي محدد، وللأسف أنه اليوم يُستثمر فيه من قبل دول ومنظمات وجماعات وأفراد لتحقق مكاسب سياسية، أو غض الطرف لمصالح وأجندات ضيقة، لكن دروس التاريخ تعلمنا أيضا أن من يستخدم العنف والإرهاب سيدفع ثمنه غاليا كاللعب بالنار التي لابد ان تحرق أصابع اللاعبين بها في يوم ما وان طال زمن اللعبة، ولنتذكر جميعا ما روى عن السيد المسيح عليه السلام، انه "من اخذ بالسيف..بالسيف يؤخذ".