13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في إحدى الحدائق العامة مرت عن يميني فتاة غربية الملامح، شقراء الشعر، خضراء العينين، محدودة الجمال، ورغم مرورها العابر الذي استغرق أقل من ثانية، فإنها استطاعت أن تسكن عينيّ مدة ليست باليسيرة، وكان السبب هو ثيابها! لقد كانت الفتاة ترتدي تنورة طويلة واسعة، ومعطفاً أنيقا مزدانا بورود صغيرة ملونة زاهية. كان لباسا أنثويا أضفى عليها أنوثة إلى أنوثتها، حتى الرياح التي كانت تداعب ذلك الثوب بما أغراها به من اتساع تُشعرك أنها مالت صوب تلك الفتاة بسببه!لقد ذكّرتني بملكات العصور الوسطى بثيابهن الفضفاضة ذات الأكمام الطويلة. وهكذا تكون الملكات حقا، جسدهن لا يمكن أن يكون كلأ مباحا أو عرضة للتأمل والنظر.أليس كون ثوب المرأة فضفاضا سمة لثيابنا الإسلامية بشكل عام والقطرية بشكل خاص؟فلماذا أصبحنا نرى اليوم فتيات مسلمات يُقبلن على الثوب الضيق، أو البنطال الضيق؟!من المؤسف حقا أن نشاهد من لباس النساء المسلمات ما هو أشبه بلباس الرجال، فالبنطال على سبيل المثال منذ عرفناه لم نعرفه لباسا للنساء، بل هو للرجال بشكل خاص، ولا أدري متى وكيف صار للمرأة أيضا؟!وارتداء البنطال تحت العباءة كسبيل للستر أمر جميل، بشرط أن تكون تلك العباءة محكمة الغلق، لكن ارتداءه تحت عباءة مفتوحة متطايرة الأطراف لا أجد له تبريرا غير استعراض الجسد، أو تقليد الآخرين دون وعي.لا أخترق بكلامي هذا أذواق الناس، ولا أتدخل فيها، ولكني أوجّه — من باب المحبة والأمانة — إلى منظومة من الأسس لا غنى عنها حين نطلق فتياتنا لاختيار ملابسهن.إن الأسس التي أتحدث عنها هي تلك المنظومة المكونة من الدين والعادات. إن كل ما نراه من لباس بعض فتياتنا الذي قد يصل لدرجة الإسراف في التقليد، إنما هو امتداد لعدم استقلالية التفكير، وهي مسألة خطيرة جدا، ولابد أن تُراعى مراعاة جيدة بعد أن يُعلّم الأبناء الثوابت والأصول، ولابد أن تنتهج مناهج التعليم أسلوبا وطريقا لتدريب وتعويد الفتيات والفتيان على التفكير المستقل القادر على تمييز ما يؤخذ وما يُرد، على أن يكون ذلك في مرحلة لاحقة لترسيخ المبادئ الدينية والأصول المستقاة من عادات المجتمع وتقاليده والمتوافقة مع الشرع، وبعد الاطمئنان على ثبات ذلك كله في ذهن النشء بوصفه أساسا صُلبا يتكئون عليه وهم يكوّنون فكرهم، ويشكلون توجهاتهم، وينظرون للعالم من حولهم.أخيرا، فإن الجمال الذي تسعى له كل امرأة لا يتشكل بلباس الآخرين ولا بفكرهم، بل هو فكر مستقل أولاً يحلق في كل فضاء، ويستقي منه كل معنى للجمال دونما تصنّع أو تفريط.