29 أكتوبر 2025
تسجيلوجودنا في هذه الحياة لم يكن وليد صدفة يوماً، بل لغاية قدرها الله، ولهدف يقرره كل فرد يرغب بالنهوض بنفسه، والارتقاء بها؛ ليتطور ويتميز عن الآخرين، وذلك بسيره نحو تحقيق تلك الغاية، وهذا الهدف، وهي تلك الرحلة التي لن يكون خوضها سهلاً، خاصة إن تعرضت (أي تلك الرحلة) لعقبات يمكن بأن تحول المسار، وتجعل صاحبها ينحرف عنه نحو غيره، مما يمكن أن يؤثر على حياته، وهو ما يُعرف بالانحراف، الذي نصل إليه لأسباب يمكن أن تُنهي حياتنا إن لم نجد لها من الحلول ما سيساعدنا على معالجتها؛ لنعود بحياتنا إلى ما كنا عليه، وتعود الأمور إلى سابق العهد، الذي لا نريد منه وبه ومن خلاله إلا الفوز بما نريده لنا من خير لاشك سيميزنا، وسيجعلنا الأفضل بعيداً عن مسار الانحراف، الذي يسلكه من سيسلكه ببداية قد تروقه، وتلبي له مطلباً (ما)، ولكنه وللأسف ما سينتهي بما لا يروقه بتاتاً، بل ما سيؤلمه كثيراً وسيتسبب له بكثير من الخسائر، التي لن يكون تعويضها هيناً وسريعاً، بل إنها تلك التي سيقوم بها محملاً بتعاسة كبيرة، وحصيلة من الندم، لن يكون (الرجوع) معها جميعها ممكناً ما لم تتمتع النفوس بالإيمان والصبر. تُحَمِلُنا الظروف القاسية أحياناً على الهرب من سخط المحيط الذي يحيط بنا، وتختلف قسوة تلك الظروف بحسب ما يفرضه علينا ذاك المحيط الذي يحتوينا، وقوة تحمل كل فرد منا على مواجهة تلك الظروف، وهو ما يجعلنا نختلف بموضوع (الانحراف)، الذي لا يتفق الجميع على سلوك مساره، ولكنه ما يكون من البعض؛ بسبب المحيط وتأثره به قبل كل شيء، وقدرته على التأقلم معه، وهو ما وإن قل حجمه؛ لرحل مُسَلِمَاً له ذاك الانحراف، ولتحولت حياته إلى شيء آخر لا يمت لكل ما كان يعاني منه بصلة يُحددها لنفسه، وهو المسار الذي سينحرف به عن جادة الصواب؛ ليلحق بأوهام ستبرر له الكثير من الأخطاء، التي ستبدو له صحيحة لا عيب فيها، وتشمل تعاطي المخدرات، السرقات والاختلاسات، التزوير، الكذب، الخيانة، وغيرها من الأمور التي لا يمكن حصرها، ولكنها تأخذ من حياتنا حيزاً كبيراً لا يٌستهان به أبداً، ويجدر بنا التفكير بها ملياً، وتسليط الضوء عليها بين الحين والآخر من باب التذكير بالصراط المستقيم، وما يجوز وما لا يجوز بتاتاً؛ كي ننعم بحياة أفضل لنا وبكل المقاييس. الانحراف ليس اختياراً، وليس ذاك الخيار الذي يُقبل عليه أي عاقل، ولكنه ما ننجرف إليه تحت ظروف غريبة، وتدفعنا عليه جملة من الأسباب، التي وإنْ اختلفت إلا أنها تظل تلك التي تأخذنا وفي النهاية نحوه (الانحراف) وبعيداً عن كل ما يجدر بنا بأن نكون عليه، وهي تلك الأسباب التي سنتعرف عليها من خلالكم، مرفقة بتلك الحلول التي يمكن بأن تنقذنا منه قبل أن نصل إلى تلك النهايات الوخيمة التي لا يرغب بها أحد، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية الانحراف نهاية وخيمة لبداية يغلب عليها الإهمال الذي لا يكون منك وحدك، ولكنه ما يكون من غيرك أيضاً ممن يملكون القدرة على كبح تدفق تلك المُسببات التي تجري من خلفك؛ لتتفق مع ما بداخلك من ميول ونزعات، تبيح لك وتحت ظروف غريبة ما لا يمكن بأن تقبل به وأنت بكامل قواك العقلية؛ لتنتهي وأنت لا تدرك مسارك الذي كنت عليه، أو كيفية وصولك إلى ما قد وصلت إليه؛ لذا لا تهمل نفسك، ولا تسمح لها بأن تنحرف، وكن على صلة قوية بربك، الذي لن يخذلك وإنْ خذلك الآخرون.