المواجهة الخاسرة

تقاتل الدخل مع المصروفات قتالاً شرساً كانت فيه الغلبة للمصروفات فقد ضرب الدخل ضرباً مُبرحاً حتى سالت دماؤه وتساقطت حتى اسنانه واحداً تلو الآخر وانهزم شر هزيمة. فلقد انبهر الدخل بعضلاته المفتولة واغتر بها وظن بأن الغلبة له ونسى بأنه دخل المعركة وحيداً ولم يكن له أخوة يساندونه ويزيدون من قوته، فقد كان في حقيقة الأمر النزال غير متكافئ على عكس المصروفات التي قاتلت مع كامل عشيرتها فلقد كان معها البطل المغوار الذي لا تنطفئ له نار ارتفاع الأسعار ومنهم كذلك حصص الدروس الخصوصية وحقنها والتي وصلت إلى ثلاثمائة ريال للساعة. وانضم لهم طلبات الزوجة بقائمة فيها من كل قُطرٍ أغنية مناسبات وزيارات وأعراس وعيادات تجميل وحقائب يد لماركات مشهورة مع اكسسوارات وعباءات وجلابيات رمضان وعباءات للسفر وللعيد وزادت من الطين بِلة المعارض التجارية من معرض إلى آخر. وسيارة للولد مش مهم كاش أو أقساط والوكالات كل فترة تزيد الأسعار ووقود للسيارات نار وحارس الطريق الذي مخالفاته ينشف منها الريق ورواتب الذين يعملون في البيت فبعد كل هذا أكيد الدخل سوف ينهزم حتى ولو لبس درع ارتفاع الرواتب وحتى لو قيل الدخل من أعلى الدخول في العالم؟؟ وتدخل الواقع من بينهم وقال ارتفاع الأسعار هو المتهم عليكم بقطع رأسه وهو من رجح كفة المصروفات في هذا النزاع وهو من يستطيع أن يهزم أكبر راتب، فالارتفاع جنوني في وتيرة متصاعدة والذي تراه اليوم بسعر بعد فترة بسيطة قد يتغير حتى إحدى وكالات السيارات رفعت الأسعار فجأة لنوع خمسة عشر ألفا ولنوع آخر خمسة وعشرين ألفا دون سبب مُبرر إلا كون الناس ترغب بسيارتها، حتى العملة للبلد المنتج لم ترتفع أصلاً لكي ترفع الأسعار فهل سألها أحد مثلا لماذا ارتفعت الأسعار بهذه الصورة المبالغ فيها؟ وهناك أكثر من وكيل رفع الأسعار بدون مبرر وأضاف الواقع لكن الاسراف والتبذير قد أضعف الراتب في القتال فلم تكن له ميزانية بحدود امكانياته أجل ماذا لو تم في المستقبل فرض مزيد من الرسوم وربما يزيد من ضعفه فيجب أن يبحث عن شقيق لراتبه ويستعين ربما بصديق لكي يدله على الطريق ولن يجد مثل الوفي الواسطة ويكون حاله كحال المتعدد مثنى وثلاث ورباع حينها لن تستطيع المصروفات هزمه وسوف ترفع الرايات البيضاء له !.