17 سبتمبر 2025
تسجيلالجامعة العربية وبعد دخول السنة الثالثة من عمر الثورة في سوريا اعترفت بأن هناك ثورة في دولة عضو من أعضائها، وقررت أخيرا بمنح الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا، لحين تشكيل حكومة منتخبة. ورغم التحذيرات السابقة من قبل المبعوث الدولي — العربي للأزمة الأخضر الإبراهيمي حين أشار إلى أنه من دون حل للصراع عام 2013، فإن الدولة السورية "ستنهار" وتتجه نحو "الصوملة"، وقد يسقط 100 ألف قتيل، ظلت الجامعة تتفرج وتصدر البيانات وتدعو الأطراف المعنية لإيجاد حل للأزمة السورية؟ ورغم أن القرار الذي جاء متأخراً جداً فما زالت الجامعة محتارة في كيفية إيجاد آلية تسمح للدول الأعضاء بتزويد المعارضة السورية بالسلاح للدفاع عن أنفسهم في وجه ترسانة النظام العسكرية!.. الأوضاع المأسوية تشير إلى أن التردد الطويل في مساعدة الشعب السوري كما كان الحال مع الليبي من خلال القرارات الدولية واليمني من رحم الوساطة الخليجية، أدى إلى زيادة العسكرة والأصولية في الثورة. تقرير محطة CNN” الأمريكية، تناول حكاية شاب عشريني نشط في الحراك الثوري السلمي في بداية انطلاقه، ولكنه تحول إلى الايدولوجيا العسكرية بعدما تمت مواجهتهم بقنابل الدبابات وصواريخ الطائرات، وأصبح أكثر ميلاً للمتطرفين، ودفعه للانخراط في جبهة النصرة القوة الدينية الأكثر شهرة وشراسة في مقارعة نظام الأسد.. الدولة السورية دخلت حالة حرب داخلية طاحنة وغدت مشلولة وفاشلة بالمعايير الدولية، واحتمال التعايش بين مكونات المجتمع وطوائفه على المحك، يسوده الانتقام والكراهية والثأر، وعلى مستوى خارجي فقدت قراراتها وغدت ألعوبة تسير وفقاً لإرادات خارجية إقليمية ودولية تستثمر في القتل والذبح وتصدير الأسلحة والمرتزقة لتقاتل مع النظام البعثي الدموي على رأسها موسكو وطهران. هل توقف قطار الثورة العربي على حدود دمشق؟ وفقد العالم الأمل في إيجاد تسويات سياسية سلمية وخيارات ديمقراطية بديلاً عن العسكرة والعنف من قبل النظام والمعارضة على حد سواء؟! يقال: إن السجين عندما يصبح سجاناً فسوف يفعل ما كان يفعله سجانه. لقد شاركنا جميعاً في العالم العربي في صناعة السجن والسجين والسجان، وها نحن نقطف الثمار. ومن ثمارهم تعرفهم.