13 سبتمبر 2025

تسجيل

ولكن لـ "مودة" نكهة أجمل

20 مارس 2012

الوعد كلمة لا حد لها، وذلك لمن يدركها ويدرك قيمتها الفعلية، وفي المقابل هناك من تغيب عن ذهنه خطورة النطق بها (كلمة) دون سحبها نحو مساحة فعلية، تتطلب منا الفعل لا القول فحسب، والأمر بالنسبة لي كذلك، إذ إنني لست ممن ينطق بالوعد دون أن يحرص على تنفيذه، وإن كان بعد حين، ولقد كان الوعد بيني وبينكم بآخر لقاء جمعني بكم، أن أسلط الضوء على أمر خطير يتعلق بالجمهور الذي يُعد بالنسبة لنا (والحديث عن الإعلاميين) نقطة مستهدفة لابد من أن تؤخذ بعين الاعتبار. لقد تحدثنا فيما مضى عن ذوق الجمهور المتلقي، الذي يستحق أن يحظى بالأفضل، دونه الأقل وذلك، لأنه يُشكل السواد الأعظم من المجتمع، الذي يعتمد تطوره وتقدمه على تطور وتقدم هذا الجمهور، ولكن يَحسب البعض ممن لا يجيد الحساب أصلاً أن مَهَمة تطوير الجمهور وإنمائه ليست مُهمة ـ بحسب ما تتحدث به لغة الأرباح، التي لا يتحدث بها إلا من يودها ـ الأرباح وإن كانت (Dirty) تعيش بما يمتص فكر الجمهور ويجرده من حقوقه، ليقتله فيما بعد وبدم بارد. لاشك في أن منكم من يذكر أنني قد أشرت فيما مضى إلى المطبخ الإعلامي الذي يتقاسم به من فيه الأدوار بحسب ما يتم توزيعه عليهم، لينتهي الأمر بمن يُعد، ومن يقدم، ومن يروج الصنف المُختار، والذي صنفته على أنه Cake لا يعرف المتلقي المقادير التي تتطلبها عملية الإعداد، ولا الطريقة المُتبعة، وبرغم ذلك مازالت عملية التقديم مستمرة، وعلى المتلقي شق جيوب عقله وابتلاع الـ Cake أياً كانت النكهة. للجمهور ذوق لابد أن يُحترم، ولا يجدر بنا تقديم ما يمكن أن يخدش ذوقه، نعم هو يحب تلقي الـ Cake ولكنّ ذلك لا يعني أن نقدم له ما لا يستحق أن يُقدم له، والمشكلة أنه يتعرض بين الحين والآخر لعوامل تعبث بذوقه، دون أن تسمح له بالتمسك به، رغم أن من بين ما يُقدم له ما له فائدة عظيمة ستطور حياته، وإن كان ذلك بعد حين، تماماً كما هو الحال مع Carrot cake أي (كعكة الجزر) التي تملك الكثير من الفائدة، ولكن لا يرغب بها البعض، لأنها لا تتناسب وذوقه!! فنجده لا يقترب منها، وإن حصلت على ترويج جيد يُناسب قيمتها، مما يضعنا أمام هذا السؤال: كيف نغرس في نفس المتلقي حب هذه الكعكة؟ ونبين له فائدتها العظيمة على صحته؟ التحدث عن الجمهور وذوقه قضية لن تنتهي بين هذه السطور، ولن تقف على رأس قلمي فقط، بل إنها ستتجاوز حدود مساحتي، لتبحث عن حقها مع كاتب آخر يدرك تماماً ما تعنيه هذه القضية وما تعاني منه، مما يعني أني سأتحدث عن زاويتي من الأمر، وهي أننا نهتم للجمهور المتلقي، ونهتم به، ولدينا أفكار عظيمة، وطاقات فذة، لن نقول: إنها قد بُددت.. ولكنها قد استبعدت، وضاع معها حق الجمهور الذي يستحق الحصول على ما يفيده في الدنيا والآخرة، وما يقدم له العديد من الطرق التي ستجعل من حياته متألقة بألوان زاهية تُهوِّن عليه مصابه فيها، وتجعله أكثر قدرة على معالجة أموره بما يُرضي الله، والحق أنني أجد أن إذاعة القرآن الكريم، وما تقدمه من برامج تهتم بالمسلم قلباً وقالباً تستحق منا الترويج الحقيقي لها، والتأكيد على جهودها العظيمة التي كرستها، لتحقيق هدفها الأساسي ألا وهو الجمهور وما يحتاج إليه، والحقيقة أن الحديث لم يكن عن برنامج دون غيره، بل إنه خرج، ليشمل الجميع، وإن خصصت منه شيئاً لبرنامج قدم فائدة عظيمة للأسرة وتحديداً (للزوجين) وبشكل جلي لا يُستهان به، وخلال فترة تضمنت التخطيط للجوهر والمظهر، للقلب والقالب، وللشكل والمضمون أيضاً، وذلك لأن النقطة التي كان يستهدفها ذاك الحين هي نقطة بداية لحياة الجميع، وبحكم متابعتي لعملية تغطية ذاك البرنامج، فلقد أدركت فعلاً كم الفائدة التي خرج بها جمهوره ـ المُتابع حينها ـ وبكل شغف، لكل تفاصيله الدقيقة، والتي حرصت وفي كل حلقة منه على بث فائدة حقيقية مع كل دقيقة بث، تكرم بها البرنامج على جمهوره، حتى كُتب له التوقف وحتى إشعار آخر، بسبب التغييرات التي أحدثتها تضاريس الإذاعة، ولكنها ستعود إلى ما كانت عليه مستقبلاً إن شاء الله، وحتى حين فهو الشكر لأسرة برنامج (مودة) وعلى رأسها مُقدمه المتألق الزميل أحمد المالكي عن كل جهوده التي كرسها، لخدمة الجمهور بداية ونهاية. وأخيراً: لا يعني التوقف النهاية أبداً، فلربما يكون لمراجعة ما سبق، والرجوع من جديد بإطلالة جديدة أكثر تألقاً، فالصبر لكل الجماهير المتذوقة، والوعد بأن تكون العودة من جديد. فليوفق الله الجميع. [email protected]