13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإشاعات بين الجهل والمتعة

20 مارس 2012

بين المتعة والجهل يجد البعض تسليته في تأليف وترويج الإشاعات وتضخيمها، ويجد البعض الآخر طريقاً لتصديق شخصيته الضعيفة، التي تتفاعل مع الأحداث بشكل غريب ومحزن في أحيان كثيرة، لأن تفاعله ينعكس على تصرفاته الشخصية وعلى من حوله. في كل مرة تهب الشائعات والمواضيع المثيرة للعنصرية والسخرية بمختلف أشكالها، وكأننا شعوب لا تفقه ما تقول، وكأننا لسنا بمسلمين، نؤمن بما جاء في كتاب الله من نواهٍِ تمنعنا عن اللغط في القول والفعل، وفي كل مرة يقف العديد من الواعين في صف الصمت، لأنه لا فائدة برأيهم من النقاش مع من يمرر لهم سخافات الأمور، قد لا ألومهم كثيراً لتصرفهم، ولكن لو حاول كل فردٍ منهم أن يقوم بواجبه لربما استطعنا أن نوّسع من دائرة الوعي، وننشر ثقافة المنطق، لا أحد يريد الدخول في مهاترات قد تكون سخيفة، ويتناسون أنها قد لا تكون مجدية. لدينا كل شيء والحمد لله، أفضل المستويات الحياتية ولو اختلفت بين الأفراد، ولكن على المستوى العام لدينا كل شيء، الأمن والأمان، التعليم، الصحة، وغيرها، نحن أفضل من غيرنا ومع هذا لا يعجبنا شيء وكأننا كاملون لدرجة النقاء.. الجنسيات الأخرى.. بعض الشخصيات المعروفة، الطقس، المرور، أشياء كثيرة يسهب البعض في النيل منهم وتشويه ملامحهم، لماذا؟!!، للمتعة والتسلية فقط، تخيلوا لهذه الدرجة وصل بنا الترفيه والتكنولوجيا، أدمغتنا لا تعمل، لا تفكر، لا تتأمل، لا تحلل، لا تنظر للأمور من زوايا منطقية ودينية، وكأنها ليست من بلدان تفخر بمنسوبها النفطي وبنمائها. يبرع الجهلة والمرضى في السخرية والتأليف، ويبرع البعض في النقل والترويج، والعديد منهم لنوايا خاصة لا يعلمها إلا الله!!.. ما هو الحل؟! هل تريدون أن تعامَلوا بالتكميم؟ بالمنع والتجريم؟ هل تريدون أن تسحب منكم رفاهيّات النفط وتعودوا إلى الوراء؟! ماذا تريدون؟! إذا لم يكن يجدي التعليم، ولا الدين نفعاً للبعض منكم!. التعرض لشخصيات الآخرين بالإساءة والتجريح، التعرض لما يسوقه الله لنا من رياح وطقوس، التعرض للأعراض، للضعفاء.. جميعها تثبت أن الجهل وحده من يسيطر على العقول ويلغي مساحات التفكير، لا أحد يفكر أنه قد يكون يوماً عرضة لهذه الإساءات.. أنه قد يكون لقمة سائغة في حلوق الساذجين، لا أحد يفكر أن الله رقيب على كل كلمة وكل تصرف، يتناسون أن لكل دين مدين، لكل بداية نهاية وحساب لن يتجاوزه بسهولة. يا أمة أفضل الخلق، يا أمة الإسلام، اتقوا الله فيما تعملون، فلا شفيع لكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه سوى أعمالِكم، ورحمةِ الله. لست مفتية، ولست كاملة، ولست وصية على أحد، ولكني أحاول فقط أن أجد طريقاً أقبله على نفسي وعلى من أحب، في النهاية تبقى القرارات لكم، ويبقى الحكم بين يدي الله. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. كل شيء تقوله وتفعله يمثّلك ويمثّل المجتمع الذي خرجت منه، فلا تشوه معالمك الجميلة، بضيق الأفق، فكر، وتأمل، وناقش، وحاول أن تصلح القليل حولك، ربما غيّرنا نسبة التفاهة التي تتعاظم على نسبة خلقنا، وقيم ديننا العظيم.