26 أكتوبر 2025

تسجيل

نتنياهو والهروب من الأزمات السياسية والضغوط

20 فبراير 2024

انطلاقا من دورها كشريك فاعل في ترسيخ الأمن العالمي وعمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب وأسبابه، واستمرارا لجهودها في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين وحل النزاعات من خلال الحوار والوساطة، ظلت دولة قطر تقود مع شركائها الاقليميين والدوليين جهود الوساطة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة ينهي الحرب ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى والافراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق للسكان المحاصرين في القطاع. ورغم هذا الالتزام المستمر منذ اليوم الأول لإنهاء الأزمة وجهود الوساطة القطرية الحاسمة التي نجحت في نوفمبر الماضي في تحرير 109 من الرهائن الاسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة بموجب اتفاق الهدنة الانسانية، ومواصلة هذا الجهد بلا كلل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية، تأتي التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي يطالب فيها دولة قطر بالضغط على حماس للإفراج عن الرهائن، دون اعتبار للدور الكبير الذي تلعبه كوسيط، وذلك في محاولة منه للهروب من الأزمات السياسية الشخصية التي تحاصره والضغوط الكثيفة التي يواجهها على الصعيدين الداخلي والخارجي بعد تطاول أمد الحرب والاتهامات التي تلاحقه بارتكاب جرائم الابادة، دون أن يستطيع تحقيق أي من أهدافه التي وعد شعبه بتحقيقها. إن محاولات نتنياهو المكشوفة للمماطلة من أجل إطالة أمد الحرب من خلال اللجوء للمهاترات والتصريحات غير المسؤولة، لن تثني دولة قطر عن التمسك بالاستمرار في جهود الوساطة، وذلك لإدراكها بأن السبيل الوحيد لإعادة الرهائن وإنهاء التصعيد وضمان أمن المنطقة هو التفاوض والحوار، وليس الحرب التي يقودها نتنياهو والتي فشلت حتى الآن في تحرير رهينة واحدة، بينما نجحت قطر عبر التفاوض في اطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.