26 أكتوبر 2025
تسجيلالأبناء يحتاجون لأكثر من ذلك؛ الذي هو إمداد المجتمع بفرد صالح يدرك ما عليه من واجبات يقوم بها؛ في سبيل الحصول على ما له من حقوق ستكون له كنتيجة حتمية لكل ما يتقدم به بين الحين والآخر.. (مهمة) لا يلتزم بها الفرد ذاته؛ لأن القصة لا تبدأ من لحظة اعتناقه لفكرة تلبية ذاك الواجب، ولكن من لحظة أخرى سبق له أن حل فيها ضيفاً على هذه الحياة، وكانت مهمة الاعتناء به، والتخطيط لحياته وبشكلٍ جيد تقع على عاتق من قد تعهد بتحمل تلك المسؤولية وحمل لافتة (الوالدية تبدأ من هنا)، أي أن المسألة ليست بسيطة أبداً؛ لأنها تترتب على ما يكون في البداية؛ كي تسير الأمور على خير ما يرام، ولو فطن المرء منا إلى ذلك؛ لتمكن من تجنب الكثير من المشاكل التي قد تطرأ عليه وتطرق بابه متى وجدت منه التقصير، ولكنها لن تتمكن من فعل ذلك مادامت البداية صحيحة، وبما أن الحديث عن البدايات فلاشك أن السؤال الذي سيفرض نفسه في هذه اللحظة هو: وما هي تلك البداية التي نتحدث عنها؟أحبتي: إن البداية التي تهمنا في هذا اليوم، هي تلك التي تشهد دخول الابن إلى هذه الحياة، وما يرافقه من مهام تظهر من اللحظة الأولى، وعلى رأس قائمتها توفير الحماية الكاملة له، (نعم) هي مهمة لن تأتي مع (دليل الإرشادات)؛ ليدرك كل من قد قُدر له حق التواجد في ذاك الحين، ما يجدر به فعله؛ كي يفعله، ولكنها مهمة تقوم على ظهر المحاولات الجادة، التي تبدأ بالارتجال، واعتماد منهج العفوية لتكون النتائج التي قد تكون غير متوقعة، ولكن سرعان ما تصبح كل لحظة منها وفيها، كتجربة سيخرج منها بجديد سيُضاف لـ (لائحة الخبرات)، ويكفي أن تُحسب تلك المحاولات الجادة وتُقدر؛ كي يمضي من بدأ بها نحو الأفضل دائماً، وهو ما يكون منا كبالغين ندرك أن (الوالدية) مهمة تتطلب الصبر؛ كي نخرج بالنتائج المرجوة وإن لم تكن مُرضية في كل مرة، فما يُهم هو أن نمضي؛ كي تمضي الحياة، وهو ما لا يعني ـ في المقابل ـ أن نتبنى مبدأ التخبط في كل ما نفعله، ولكن أن نُمرر التجارب الأليمة دون أن نفكر في أي شيء يخصها سواها تلك (العبرة) التي خرجنا بها منها، خاصة أن الوالدية قصة تختلف باختلاف ظروف الآباء، واحتياجات الأبناء؛ لذا يصعب الالتزام بخطة واحدة؛ كي تفلح مع الجميع، وما يهمنا صراحة هو أن نقوم بتلك المهمة بكثير من الحب، الذي يحتاجه الأبناء ويبحثون عنه بين الفينة والفينة؛ والأولى أن يجدوه في مكانه الصحيح، بدلاً من البحث عنه في أماكن أخرى، فتوفير الحماية المطلوبة يحتاج لأن يكون بحب صادق، يجعل المهمة يسيرة على جميع الأطراف، وإنها لنتيجة مُرضية ـ لاشك ـ سنسعى وبكل ما نملك من قوة؛ كي نُحققها فتصبح حقيقة على أرض الواقع، فهي من أهم الأهداف التي نعيش من أجل تحقيقها، والحق أننا نستطيع فعل ذلك من خلال التعرف على خبراتكم حول هذا الموضوع، والأمل أن تعم الفائدة على الجميع بإذن الله تعالى، وعليه إليكم ما هو لكم.من همسات الزاويةالوالدية هي مهمة تتدفق مسؤولياتها دون توقف، وتبدأ من لحظة دخول أبنائك إلى حياتك وحتى لحظة خروجهم منها، وما يحدث خلال تلك الرحلة يحتاج لإشرافك، اهتمامك، رعايتك، وبشكلٍ دائم، ودون أن يشهد الأمر منك عزيمة متراخية، أو إرادة مترهلة، بل كماً هائلاً من الصبر والتحمل؛ كي تتمكن من تنفيذ ما عليك من مهام تعتمد عليها تلك المهمة العظيمة، التي ستؤجر عليها، وستسهم بما ستخلفه منها في بناء مجتمع أفضل ستفوز بشرف مشاركتك به، وستفتخر بما سبق لك أن أنجزته حين بذلت أقصى ما لديك، وأنت تؤدي دورك كوالد وعلى خير وجه، سيجعلك مثالاً يُقتدى، وبإذن الله تعالى.