14 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة بين الأحلامِ العرباويةِ والأسدِ الريانيِّ

20 فبراير 2016

عندما يلتقي العربي والريَّان، فإنَّ الحديثَ لا يكونُ عنْ مباراةٍ بين فريقينِ وحَسب، بل عن وجودٍ جماهيريٍّ ضخمٍ للناديينِ في بلادِنا. فهو حديثٌ حضاريٌّ بلغةِ الرياضةِ ومفرداتِها الأخلاقيةِ والاجتماعيةِ الرفيعةِ. الريَّانُ، الذي صعدَ إلى الدوري بعد غيابِهِ عنه في الـموسمِ الـماضي، كانَ كطائرِ الفينيقِ في الأساطيرِ عندما يُحْـرَقُ ويُغَطِّيهُ الرمادُ ثمَّ ينفضُ الرمادَ عنه ويبسطُ جناحيه مُحلِّقاً بشموخٍ. فمنذُ بدايةِ الدوري، شَهدْنا كفاءةً عاليةً في الأداءِ الإداريِّ، انعكسَتْ إيجاباً على الـمستوى الفنيِّ للفريقِ في كلِّ مباراياتِـهِ، فكان فوزُهُ في سبعِ عشرةَ مباراةً من ثماني عشرة عاملاً كبيراً في تغييرِ القناعاتِ، وعَكْـسِ التحليلاتِ، وأثبتَ أنَّ قلعتَـهُ صامدةٌ وقادرةٌ على مواجهةِ التحدِّياتِ، وأنَّ القلبَ الريَّانيَّ سينبضُ بفرحةِ احتضانِ درعِ الدوري، كما تشيرُ قراءاتُنا للأداءِ الفنيِّ له وللأنديةِ الأخرى. أما العربي، فمنْ قلعتِـهِ الحمراءَ، التي تحتضنُها قلوبُ جماهيرهِ النابضةُ بآمالِها في كتابةِ صفحةٍ جديدةٍ، خرجَ الفريقُ بقوةٍ في بداياتِ الدوري ثم تَعَـثَّرَ أداؤهُ الفنيُّ، لكنه في مبارياتِهِ الثلاثِ الأخيرةِ شَهِـدَ صحوةً أرجعتْـهُ ليكونَ خصماً عنيداً جعلَ القلبَ العرباويَّ يخفقُ مجدَّداً بآمالِـهِ بالتواجُدِ في الـمربعِ الذهبيِّ. لن نُحَـلِّلَ مباراةَ اليومِ فنياً، فنتحدثُ عن الإعدادِ النفسيِّ، وتَماسُكِ خطوطِ اللعبِ، ومهاراتِ اللاعبينَ في الفريقينِ، وإنَّـما سنؤكِّدُ على قناعاتِـنا بأنَّ الأسدَ الريانيَّ بزئيرِهِ مُنتشياً بانتصاراتِـهِ، والقلعةَ الحمراءَ بنبضِ قلبِها بأمجادِها، عندما يلتقيانِ فإنَّهُما يبعثانِ الروحَ في الـملاعبِ، ويرسمانِ صورةً حبيبةً مُتَجَـذِّرَةً في نفوسِنا عنهما. ولذلك ندعو جمهورَيْهِـما لحضورِها، لأنَّهما واجهةٌ حضاريةٌ رياضيةٌ نفخرُ بها، وندركُ أنَّ صدى التشجيعِ الذي يهزُّ الـملعبَ سيتردَّدُ في بلادِنا وخارجِها مُتَـحَـدِّثاً عن مجتمعِنا وإنسانِهِ الـمُتَمتِّعِ بالروحِ الرياضيةِ وأخلاقِها. لقاءُ اليومِ ، فيه أربعةٌ وعشرونَ لاعباً، منهم اثنانِ في الـمُدرجاتِ وهما اللاعبانِ الرئيسيانِ وروحُ الـمباراةِ. وكمْ رائعٌ هذا الصدى لها في شارعِنا الرياضيِّ، فكأنَّها بدأتْ قبلَ إطلاقِ صافرةِ البدايةِ.