16 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة معرضة للانقراض

20 فبراير 2014

لقد كنا نعيش ونكبر على منظر الكتب والمكتبات المكدسة التي كانت تملأ جدران منازلنا حين كنا صغاراً نتلفت لنرى آباءنا يقرأون وأجدادنا يقرأون، والكتب تتنقل بين الأيدي، والجميع يقرأ ويتناقل تلك الكتب التي تعد كنوزاً تغني من يبحر فيها، وقد كان يعد في ذلك الزمان أنه خير جليس كما قيل: "وخير جليس في الزمان كتاب".ولكن ما حدث أن زمن السرعة والتطور والتغير السريع الذي بتنا نحياه أفرز لنا متغيرات كثيرة أوجدت أموراً لم تكن من قبل، كعالم الإلكترونيات وثورة المعلومات، وغيرها، وفي المقابل فقد أصبح الكتاب ضيفاً قلما يزورنا بعد أن كان لا يفارقنا.وأصبحنا للأسف الشديد لا نحاول حتى أن نتصفح كتاباً إلا في المناسبات وربما حتى نسينا تلك العادة، والكثير منا إن لم نكن جميعاً نسينا وتناسينا كيف نختار كتباً مفيدة من كتب السيرة النبوية الشريفة كما كان يصنع آباؤنا معنا، ونسينا كيف ننتقي من تلك الكنوز لأطفالنا حتى يصبحوا أثرياء بالعلم والمعرفة والثقافة المتراكمة التي تكبر بكبر سنواتهم.قد يتفق معي البعض وقد يختلف آخرون، وذلك لأن أغلب الباحثين عن المعرفة في وقتنا الحاضر أصبحوا يبحثون عنها على المواقع الإلكترونية، واستبدلوا الصفحات الورقية بالصفحات الإلكترونية وباتوا يعتمدون عليها اعتماداً كلياً، دون التفكير حتى في محاولة الرجوع عند الحاجة للكتب الغنية، أو محاولة المزج بين المصادر للوصول للمعلومات الكاملة.. إننا بالطبع لا نكره الحصول على المعلومات التي نحتاجها بالطريقة السهلة من الشاشات الإلكترونية، ولكننا نقول بأننا يجب أن نوازن بين المصادر كلها، وحين نحتاج للرجوع إلى الكتاب فعلينا أن نفعل، لأننا مهما اعتمدنا على المعلومات من الشبكات المعلوماتية فإننا لابد أن نحتاج ولو لمرة أو لمرات للرجوع إلى خير جليس، وحينها سيشدنا الحنين لملمس الأوراق التي كبرنا عليها وسيجذبنا الشوق للتنقل بين الصفحات التي كنا نستمتع بتقليبها وعدها.