خليجي 25

أخيراً وبعد سباق ماراثوني توج العراق بلقب كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 25) للمرة الرابعة في تاريخه بعد فوزه المثير على عُمان بثلاثة أهداف لهدفين بعد وقت إضافي بالنهائي في استاد البصرة الدولي، لكن هذا الفوز والتتويج بكأس الخليج لم يكن مجرد لقب رابع يحرزه العراق وحسب، بل كان أكثر من ذلك بكثير. لقد فاز العراق، أمس، مرتين، مرة أولى لفوزه بنسخة خليجي 25 التي لم تكن مجرد بطولة او نسخة دورية أخرى من كأس الخليج، وانما كانت إنجازا تاريخيا باذخا ولحظة فخر وحدت الشعب العراقي، وتجاوزت به كل اشكال الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية. كما فاز العراق مرة أخرى بنجاحه في استضافة وتنظيم البطولة، حيث اصبح العراق لأول مرة منذ عقود، قبلة لعشرات الآلاف من الجماهير في مشهد عكس بشكل كبير عمق الروابط بين الخليجيين والعراقيين، وهو ما ظهر في الاحتفاء غير المسبوق بالمنتخبات المشاركة في كأس الخليج، وفي الترحيب الكبير بالجماهير الخليجية في البصرة. لقد كان نجاح العراق في استضافة البطولة محل اشادات واسعة، وفي هذا السياق، جاء الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء أمس، بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ودولة السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيقة، حيث أعرب سمو الأمير عن تهنئته لجمهورية العراق بمناسبة نجاحها في تنظيم "خليجي 25"، متمنيا سموه للعراق وقيادته وشعبه الشقيق دوام التقدم والازدهار. إن نجاح خليجي 25 تجاوز كونه مناسبة رياضية وانجازا رياضيا، إلى المساهمة في تحقيق انجازات سياسية واقتصادية، على رأسها عودة العراق لتأكيد حضوره العربي والخليجي، وتأكيد العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين شعوب المنطقة، وتقديم صورة ايجابية عن العراق فيما يتعلق بالامن والاستقرار، وهي خطوات سيكون لها ما بعدها فيما يتعلق بالاستقرار الاقليمي والازدهار في المنطقة اذا احسن الجميع استثمارها.