13 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نكسب ما نريد؟

20 يناير 2015

إن سمحنا لأنفسنا بالتحدث كما يحلو لنا ودون أن نفكر بكل كلمة يمكن أن نتفوه بها فنكبحها قبل أن تتمرد علينا؛ لقلنا الكثير ولخرجنا بالكثير مما ستتبرأ منه حلاوته، أي أننا سنخسر الكثير، ولم نقل (سنكسب الكثير)؛ لأن ما يمكن أن نكسبه وسط تلك الفوضى سيكون وليد صدفة لا يمكن أن نعتمدها؛ كي نُكرر المحاولة مرات ومرات جديدة لن تعطينا النتيجة المرجوة وبذات الجودة، ولكنها ستظل تخترع لنا تلك المكاسب، التي لن ندرك حقيقتها في كل مرة ستكون فيها (هذا إن كُتب لها أن تكون من الأصل)، وهو ما يعني وبكلمات أخرى أننا سنحصد من الخسائر الكثير مما سيكون لنا متى خرجت الكلمة دون أن نُثمنها، ونشذبها ومن ثم نُهذبها؛ كي يتلقاها ويتلقفها من سيكون في انتظارها كما نريد تماماً، أي مُحملة بالكثير من المنفعة له ولنا (فهو المُراد من كل ذلك)، ولعل من يلتفت إلى تلك الحقيقة السالف ذكرها هو الأكثر حرصاً على الالتزام بما تم ذكره، فهو من سيحاول وبكل جهده التفكير بكل كلمة قبل أن ينطق بها ويتسبب بكثير من الأذى لغيره، والحق أن في هذا التوجه السليم الكثير من النبل، الذي سيحمي مشاعر الآخر من التلف، الذي ومن الممكن أن ينقض عليها (أي تلك المشاعر) متى تعرضت لموجة متواصلة من الكلمات (غير المدروسة)، والتي قد تبدو مبهمة في مرحلة من المراحل، ومما لاشك فيه أن خوض جولة كلامية تُكللها مثل هذه المواصفات سيجعلنا نخسر وهو آخر ما يمكن أن نرجوه من تواصلنا مع الآخرين.أحبتي: لقد خضت هذه البداية التي انسابت مني في محاولة جادة؛ للحفاظ على حبل التواصل الذي يمتد بيننا وبين كل من يعيش حولنا، ويعتمد في تواصله معنا على الكلمات التي تستحق أن تكون كذلك، ولا تستحق أن تتجرد من هويتها؛ لتصبح لكمات يُسددها كل واحد منا للآخر في سبيل تطبيق مبدأ (البقاء للأقوى)، وفي سبيل الفوز بأعلى المراتب التي يبلغها كل من يتمتع بسمات القوة الوهمية (نعم) القوة الوهمية إذ لا يمكن أن تكون إلا كذلك، خاصة وأن القوة الحقيقية لا يمكن أن تُعرف إلا من خلال توافر القدرة العالية على تحمل الآخر ومجاراة الأحداث بعقلانية تامة تنطق بحكمة ضمن حدود المنطق. إن حاجتنا إلى العيش بسلام تام ضمن المحيط الذي يحيط بنا؛ كي نبدع ونبرع تجبرنا على تنظيف المحيط الداخلي فالخارجي من الشوائب، التي نتحمل مسؤولية تواجدها؛ لأننا وللأسف الشديد نساهم بعملية تواجدها، وهو ما يكون حين نسمح بها منذ البداية حتى تتمادى دون أن تجد منا ما يردعها فإن تمكنت من محيطنا فإن ذلك يعني أنها قد تمادت علينا وتمكنت منا أيضاً، وستصبح الحياة من بعدها تعيسة إلى حد ما، يمكن أن تستعيد صوابها متى حرصنا على فعل ذلك وبكل جد، وهو ما يمكن أن يكون لنا بإذن الله تعالى متى التزمنا بالنصيحة التي يمكنكم استخلاصها من التالي: التفكير الجاد بكل ما نود البوح به من كلمات تريد التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا؛ يُجنبنا الكثير من المآسي، التي من الممكن أن نضيع بسببها، وكذلك التفكير الجاد بكل ما نود البوح به من أفعال نشعر بحاجتنا إلى القيام بها؛ لذا (لا) عيب في التروي، وتأمل كل حرف يمكن أن ننبس به، ولا عيب في منح أنفسنا مساحات صامتة نميل فيها بخطواتنا نحو تحديد ما نريده، والتفكير بكيفية قيامنا بذلك، وأخيراً الخروج في أثره، وهو ما سنحصده بإذن الله تعالى متى كان التزامنا الجاد والحقيقي، وحتى يكون لنا ما نريد، فليوفق الله الجميع.