10 سبتمبر 2025

تسجيل

أرقام المقاطعة الإسرائيلية!

19 ديسمبر 2023

بدأت في شهر أكتوبر الماضي دعوات مقاطعة لشركات كبرى تدعم وتقدم التبرعات الدورية والسخية لإسرائيل أمثال ستاربكس وماكدونالدز وبوما، وشكك وقتها البعض حول مدى إمكانية تأثير المقاطعة على إسرائيل وعلى هذه الشركات الكبرى. واليوم، وبعد ما يقارب الشهرين من الدعوة إلى مقاطعة منتجات هذه الشركات، تظهر النتائج كالآتي: ستاربكس تُغلق بعض فروعها وتنخفض قيمة أسهمها بنسبة تزيد على العشرة بالمائة! ماكدونالدز تخسر وتضطر إلى تسريح بعض موظفيها! بوما أنهت عقدها مع المنتخب الإسرائيلي! وتأتي النتيجة النهائية: المقاطعون ١٠ – المشككون ١٠ تحت الصفر! هذا نتاج شهرين فماذا لو كانت المقاطعة سنة أو سنتين؟ ماذا لو أصبحت المقاطعة تنازلا واستغناء تاما عن منتجات هذه الشركات إلى الأبد واستبدالها بمنتجات محلية الصنع أو على الأقل لا تدعم كيانات صهيونية استعمارية غاشمة؟. لا تستهينوا بأثر المقاطعة الاقتصادية أبداً، ولدينا مثال الزعيم الهندي المهاتما غاندي أيام محاربته للاستعمار البريطاني للهند، عندما دعا إلى مقاطعة البضائع البريطانية وحث مواطنيه على صنع ملابسهم بأيديهم وأن يحذوا حذوه في ذلك، للاستعاضة عن الملابس المستوردة من بريطانيا. وفي ستينيات القرن الماضي، كان لمقاطعة الأمريكان السود لشركة النقل المحلية في ولاية ألباما، أثر كبير في إنهاء كافة سياسات التمييز العنصري بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية. المقاطعة الاقتصادية سلاح قوي ضد من يدعم ويرتكب الإرهاب والمجازر والإبادة الجماعية والتطهير العرقي. تُوجد بعض الحكومات التي تدعم إسرائيل مادياً، ولكن الشركات التجارية لن تستمر في دعم إسرائيل إذا ما استمرت في الخسارة. ولذلك أقول لكم قاطعوا واستمروا في المقاطعة واستثمروا في وعيكم الاستهلاكي، لا تشتروا المنتجات التي تدعم الكيان الإرهابي الإسرائيلي. محصوا في كل مشترياتكم وخاصة تلك المبيعة في غير الدول العربية، وتأكدوا أنها منتجات غير إسرائيلية. وتحققوا من أنها منتجات شركات لا تقدم التبرعات إلى إسرائيل (ويمكنكم معرفة ذلك عبر بحث سريع في جوجل!). ولكم أن تستبدلوا المنتجات العالمية بمنتجات محلية الصنع تدعم اقتصاد بلدكم ولا تساعد كيانا صهيونيا في تدمير بلد آخر. قاطعوا واستمروا في المقاطعة، لكل منتج بديل يحتاج إلى العثور عليه فقط، وفكروا معي.. ماذا لو ٤٣٠ مليون عربي قاطعوا منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل؟ ماذا لو أن الملياري مسلم قاطعوا هذه المنتجات؟ ماذا لو قاطع هذه المنتجات أي شخص يعتبر نفسه «إنسانا» لا يرضى بالظلم والقتل والتنكيل الذي يحصل في فلسطين وللفلسطينيين؟. لو استمرت هذه المقاطعة في رأيي، لن تقطع الشركات علاقتها بإسرائيل فقط كما فعلت شركة بوما الألمانية، بل ستحث الشركات الكبرى حكوماتها على التدخل وإيقاف إسرائيل الإرهابية عند حدها.