13 سبتمبر 2025
تسجيلفي ظل الاحتفال باليوم الوطني للدولة، ونحن نتذكر قيم وموروثات الأجداد، وعظمة إنجازات الأحفاد، نستقبل في كل عام إنجازات جديدة كما نستقبل الشمس في كل صباح، لكن هذا العام يظل احتفالاً فريداً، فالعالم يتطلع اليوم إلى بطلين.. الأول قطر بإنجازها في تنظيم مونديال تاريخي، والثاني بطل كأس العالم لكرة القدم.. ليحتفل الجميع بقطر وفي قطر، وبأهم حدث في عام 2022. وجاء شعار هذا العام "وحدتنا مصدر قوتنا" لا يعبر فقط عن استمداد قوة قطر الناعمة من وحدة شعبها وتطلعهم للعمل والبناء خلف رؤية القيادة الحكيمة فقط، وإنما جاء معبراً عن أن ما يوحدنا ويجمعنا كشعوب العالم الكثير والكثير، ومن هنا جاء الاحتفالان متطبقين في الرؤية والأهداف. سيسدل الستار على فعاليات بطولة كأس العالم قطر 2022، ويفتح ستار آخر على تاريخ صنع بماء الذهب ليس في قطر وحدها وإنما في العالمين العربي والإسلامي والشرق الأوسط.. فأخيراً لم تعد المنطقة تذكر كمكان للصراع والحروب في تقارير الأخبار، بل أصبحت، بفضل الله أولاً ثم برؤية قطر ومكانتها، مكاناً للفرح والابتهاج والسعادة التي جلبتها متعة الساحرة المستديرة للملايين. وكما غيرت الدبلوماسية القطرية الكثير من معالم المنطقة، وجلبت الابتسامة للشعوب، ها هي قطر بنفسها وبكل شوارعها ومنازلها وتقدمها وتحضرها وتطورها تهدي العالم كل سبل السعادة من نسخة مونديالية ستتوقف عندها الأجيال كثيراً فحصاً وتمحيصاً بعد أن شغلت الكرة الأرضية لمدة شهر كامل وأعادت إليها الحياة التي توقفت بفعل الجائحة والحرب. حسناً فعل سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية حين صرح بأن "أفضل مكافأة لنا في قطر هي الطريقة التي استمتع بها المشجعون بهذه البطولة، وتجربتهم الإيجابية في قضاء الوقت وكرم الضيافة وطيب أهل قطر". كانت مكافأة المواطن القطري والمواطنة القطرية والمقيم على هذه الأرض الطيبة في هذا المونديال هو رفع صور أميرنا وقائدنا وقدوتنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مدرجات كأس العالم للتعبير عن الامتنان لسموه بهذا الأمن والأمان وتلك السعادة التي شعر بها جميع المشجعين والمشجعات بالفعاليات قبل المباريات في بلدنا الغالي قطر. مكافأتنا جميعاً كانت المنصة الرئيسية التي أخذت حيزاً ضخماً في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الإشادة بمشاعر صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بالتفاعل مع المنتخبات العربية وتشجيعها من القلب. المكافأة كانت سعادة المشجعين في مجالسنا، وارتداءهم الملابس الخليجية في الفعاليات والأسواق واستمتاعهم بالأجواء الكرنفالية. كانت في تعرف المشجعين على مساجدنا وتعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وكرم الضيافة القطري والعربي. مكافأتنا الحقيقية كانت في رجل أمن حمل هاتفاً لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لمشاهدة إحدى المباريات خارج الاستاد وطاف الفيديو العالم كله يتغنى بإنسانية أهل قطر.. كذلك كان في عامل المترو الشهير الذي تفانى في عمله فأصبح أيقونة المشجعين. ولا يمكنني في هذا الحيز أن أنقل الصورة كاملة من تفاني المسؤولين والمتطوعين وكل من رسم الابتسامة على شفاه الضيوف، كما أنه من الصعب أيضاً حصر تفاصيل هذه الصورة المشرقة. فلا يمكن أن ننسى سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير وسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية وسط جماهير المونديال وفي مدرجاتهم. بالفعل.. ستعجز أي دولة في العالم تحتضن هذا العرس الكروي العالمي أن توفر له ما وفرته قطر من زخم وإمكانيات وسعادة جماهير الساحرة المستديرة بلا أي أزمات أو مشكلة عارضة واحدة. كما وضعت قطر بلمسات تقدمها وعمرانها نفسها وبقوة على خريطة السياحة العالمية وكوجهة عائلية من الطراز الأول، لكن يبقى أن مكافأة المواطن القطري والمواطنة القطرية والمقيم - كما كانت دائماً وستبقى - سعادة ضيوفنا الذين سنودعهم على أمل اللقاء في أرضنا من جديد. (نبض الوطن) كما عودتنا يا وطني العظيم يكون ردك على الافتراءات إنجازاً جديداً أعظم من ذي قبل.. فاشهد يا تاريخ.