10 سبتمبر 2025

تسجيل

7 أكتوبر.. أسقط الأقنعة

13 نوفمبر 2023

مدارس.. مستشفيات.. سيارات إسعاف.. مدارس النازحين.. بنايات سكنية.. أطفال ونساء.. تلك هي مجموعة بنك الأهداف الذي تعتمده آلة الحرب للاحتلال الإسرائيلي، من خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن. ويأتي العدوان الصهيوني على غزة بمباركة من الحكومات في الغرب، حتى إن محللة سياسية فرنسية علقت لإحدى القنوات الغربية بالقول: «علينا ألا نساوي بين قتل الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين». وكأن هناك أطفالاً إسرائيليين يتعرضون لآلة قتل همجية تعمل يومياً ولا تميز بين أهداف مدنية وبين أخرى عسكرية. وكأن الأطفال الإسرائيليين بشر وغيرهم أقل قدراً وفق رؤية عنصرية بغيضة. لقد سقطت دوائر صنع القرار في الغرب - الذي طالما صدعنا بالمبادئ والتباكي على حقوق الإنسان - في الامتحان الأخير باقتدار، وخلع القناع تماماً. إنه الغرب العنصري الذي يرى العرب والمسلمين في مراتب إنسانية أدنى. ولولا ما حركته عملية «طوفان الأقصى» من مشاعر الملايين حول العالم، لما حاولت الأنظمة الغربية تجميل الوجه القبيح الداعم لآلة القتل الإسرائيلية، فشهدنا لأول مرة مظاهرات مليونية داعمة للحق الفلسطيني في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وفي الجامعات الأمريكية وهو أمر كان نادر الحدوث جراء تأثير وسائل الإعلام الغربية وانحيازها للرواية الصهيونية. وعلى الرغم من عمل آلة القتل الإسرائيلية على الأهداف المدنية ورفع حصيلتها اليومية من الأطفال والنساء إلا أنها لم تنل من عزيمة الشعب الفلسطيني الذي أدهش الكثيرين في الغرب حول صبره واحتسابه شهداءه إلى الله سبحانه وتعالى وإلى القضية الفلسطينية والتفافه حول المقاومة، وهو ما ساهم في تساؤلات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي عن: من يكونون هؤلاء المسلمون المحتسبون.. فهم لا يتفوهون إلا بذكر الله وحمده حمداً كثيراً، إيماناً واحتساباً بقضاء الله وقدره؟. «طوفان الأقصى» لم تكن عملية عادية للمقاومة الفلسطينية الباسلة، بل قصة لا تزال لها تداعيات كثيرة، ولن يكون ما بعد 7 أكتوبر كما قبله. ولا أدل على ذلك من الإعلام الغربي - الذي كان منحازاً للاحتلال في البداية - بدأ يتساءل عن بنك الأهداف الإسرائيلي في غزة الذي يقتصر على الأطفال والنساء، وحتى عن المزاعم والرواية الصهيونية بأن المقاومة تستخدم هذه المرافق، حتى إن إحدى وسائل الإعلام الأمريكية سخرت من تلك المزاعم أمام مشاهد لبقايا أطفال استشهدوا في القصف المتوحش وليس حتى جثث كاملة. كما كشفت «طوفان الأقصى» عن الوجه المتخفي «للصهاينة العرب»، والذين راحوا يبررون للاحتلال همجيته ووحشيته بأن المقاومة هي البادئة بالقتال، ليخزيهم العدو الصهيوني نفسه بتسريب وثيقة استخباراتية إسرائيلية لمخطط الهجوم البري على غزة وإفراغها من أصحاب الأرض. هل كان الاحتلال الإسرائيلي قبل 7 أكتوبر يلقي بالورود على الفلسطينيين صباح مساء؟ هل كان الاحتلال يحترم مقدسات الفلسطينيين ولا يقتحم المسجد الأقصى المبارك ولا ينكل بأصحاب الأرض والسكان؟ أسئلة يعجز عنها أصحاب منطق الاستسلام والخزي والعار. ومع كل الأقنعة المخلوعة والمواقف المتأرجحة، يبقى موقف القابضين على الجمر أصحاب المواقف الثابتة، ولا أدل على ذلك بالموقف القطري الرافض للعدوان والاحتلال، والداعم للحق الفلسطيني المشروع، رغم كل الضغوط. ولعلم الاحتلال الإسرائيلي بقوة المنطق القطري المناصر للحق، وثقة العالم في الدبلوماسية القطرية، فقد خصص جزءاً من حملته الدعائية الكاذبة لتحاول النيل من جهود الدوحة لوقف نزيف الدم وإطلاق النار. إن الأغلبية من أصحاب الضمائر الحية تتعلق آمالهم بجهود وقف العدوان ومن ضمنها الجهود القطرية، فلا أمل في المؤسسات الدولية كمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التي تقصف مدارسها ومؤسساتها في غزة، والتي باتت في حاجة لإصلاح ضروري أكثر من أي وقت مضى. وإلى أن تنجح تلك الجهود في وقف آلة الشر الصهيونية عن عملها المعتاد في تقطيع وفرم المزيد من الأطفال والنساء، نرى أنه ليس هناك عاقل يمكنه توقع زوال المقاومة أو سقوط إرادة الشعب الفلسطيني، أو أن الأجيال الجديدة في الغرب ستصدق بعد ذلك رواية الأكاذيب الصهيونية، أو أن ما بعد 7 أكتوبر 2023 يشبه ما قبله. لقد تغير العالم وافتضح الغاصبون للأرض مجرمو الحرب الصهاينة ومعهم الصهاينة العرب. نبض الوطن يقف الشارع القطري، بمواطنيه ومقيميه، موحداً خلف جهود قيادته الحكيمة، في تأييد الحق الفلسطيني المشروع، وعبر فعاليات شعبية عفوية دعماً وتضامناً مع الأشقاء في غزة. في درس جديد للالتحام مع القيادة الرشيدة والدفاع عن المقدسات وكل ما هو عربي وإسلامي.