17 سبتمبر 2025

تسجيل

عرضة الوطن للجميع

19 ديسمبر 2012

من الضروري أن نتذكر مع الاحتفالات الوطنية تاريخنا وبدايات انطلاقنا من مجتمع صغير إلى إمارة إلى دولة شاملة، من إمكانيات متواضعة وفقيرة، إلى الصراع على طلب الرزق في البر والبحر، وصولا إلى اكتشاف النفط والدخول في عصر المدنية وما تحقق معها من نهضة وتقدم. وما تضطلع به القيادة اليوم من دور سياسي واقتصادي بارز ومؤثر في الشؤون العربية والإقليمية والدولية. والولوج في آفاق وعوالم كبيرة وواسعة لإرساء دعائم ثقافة جديدة مفرداتها عصرية ومتطورة وطموحة للغاية في تطلعها للمنافسة على مكتسبات العصر العلمية والتقنية والحضارية. ومن الواجب علينا في الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني أن نستحضر القيم والعبر والمضامين التي ترمز إليها هذه المناسبة القيمة، وعلى رأسها التمسك بالوحدة الوطنية بلا عصبيات مقيتة أو تحزبات تثير الفرقة والضغينة سواء قبلية أو عشائرية أو مذهبية أو طائفية، وان نعض على نعمة الأمن والأمان والاستقرار بنواجذنا ولا نسمح للمتربصين بالنيل من حمى الوطن وكرامته ومكتسباته. لم يسعفنا الوقت لتلبية كل الدعوات لزيارة وحضور المشاركات والفعاليات العديدة التي أقيمت على هامش الاحتفالية الوطنية، والتي تضمنت الأناشيد والقصائد والعرضة وزيارات الاخوة وأبناء العمومة من العائلات والقبائل التي تحتفل في مناطقها. ولقد حرصت ألا تفوتني تلك الاحتفالية التي تتكرر كل سنة في مدينة الوكرة والتي تتجمع بها القبائل القطرية المختلفة جنبا إلى جنب لتخليد ذكرى اليوم الوطني. في تلك الاحتفالية الرائعة التي تعبر عن عرضة الوطن الواحد، تتشابه الوجوه والقلوب وتشعر بالألفة والمحبة والتلاقي في المشاعر والحنين والأشواق والمشاعر الصادقة بين الجموع. من الصعب هناك ان يتم التفريق بين الحضري والبدوي وبين السني والشيعي، يلتقي الكل على قلب رجل واحد يحمل في أحشائه محبة الوطن والانتماء والعشق للأرض التي عاش فوق ترابها الاباء والأجداد واختلطت بعرقهم ودمهم، وكان الالتفاف والتعاضد نهجهم في الحياة لإظهار الانتماء للمكان الذي يعيشون فيه رغم اختلاف ألوانهم وارائهم وأفكارهم. بمناسبة اليوم الوطني لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات العرفان والتقدير والامتنان إلى الشعب الكريم والقيادة والآباء المؤسسين وما أحوجنا إلى تكبير الدائرة لتضم عرضة وطنية واحدة وللجميع.