12 سبتمبر 2025
تسجيلتمكنت المقاومة الفلسطينية من اعادة صورة الفارس الاسلامي إلى خيالنا، وتلك الصورة سيكون لها تأثيرها في انطلاق ثورة فكرية تحرر البشرية من العبودية. هذا الفارس يبرهن بصموده في غزة على أن الايمان يمكن أن ينتصر على القوة الغاشمة، وأن شجاعة القلب والضمير يمكن أن تهزم الأسلحة المادية مهما كانت قدرتها التدميرية. والإنسانية كلها أصبحت في أشد الحاجة إلى هذا الفارس الذى يدافع عن الحق والحرية والعدل، ويقاوم الباطل الذي يستكبر ويطغى بتخويف الناس وقهرهم. من أهم ما يميز الفارس المسلم أنه لا يخشى الموت، بل يعتبره بداية حياة جديدة في جنة عرضها السماوات الأرض، ويدخلها المسلم بفضل الله وكرمه، ورضاء الله هى غاية الحياة، وهو أعظم نعم الله، والفوز الذى يعيش المؤمن ليظفر به. لذلك ينطلق الفارس المؤمن لا يهاب الموت، فيعيش كريما عزيزا قويا يقاتل بشجاعة لتحرير الأرض، وحماية العرض، واعلاء كلمة الله. هذا يفسر كيف تمكن المسلمون خلال قرن واحد من فتح البلاد، وكسب قلوب الناس، وبناء الحضارة الاسلامية التى عاش الناس فى ظلها الحياة الحقيقية التى حصلوا فيها على حقوقهم ومن أهمها الحق فى المعرفة وهو يرتبط بالكرامة، فمعرفة الله سبحانه وتعالى هى التى تجعل الانسان يدرك أنه عبد لله وحده، فيعبده كما أراد الله سبحانه أن يعبد فى الأرض، ولا يخاف إلا منه، ولا يرجو سواه، ويتعلق دائما بالأمل فى رحمته وفضله، ويكافح لتحرير البشرية من العبودية لغير الله. هذه بعض ملامح الفارس المسلم الذى انطلق من جزيرة العرب ليحرر فلسطين من الاحتلال الروماني، وليحول القدس إلى مجتمع معرفة يتعلم فيه الناس ليصبحوا علماء وقادة، ولينطلقوا إلى بلادهم لينشروا نور العلم والمعرفة. هذا الفارس المسلم يعود اليوم فى غزة، ليواجه قوة جيش الاحتلال الاسرائيلى الغاشمة بالإيمان الذى ملأ قلبه وضميره، وليحرر القدس ليعيدها مجتمعا للمعرفة، ليشع منها نور الحرية على العالم كله. وأمريكا ودول أوروبا تدرك خطورة تلك الصورة على سيطرتها على العالم، لذلك توحدت فى تأييد الاحتلال الاسرائيلى ومساندته بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، بالرغم من الجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي، والتى تشكل عارا على كل من يساند الكيان الصهيونى ويؤيده. إن جيش الاحتلال الاسرائيلى يستخدم أسلحة الابادة التى تم انتاجها فى المصانع الأوروبية والأمريكية ليقتل بها النساء والأطفال فى غزة، وكل ما يفعله هو أن يضغط على الأزرار فتنطلق الصواريخ والقنابل لتدمر العمران على رؤوس السكان، وذلك فعل الجبان الأحمق الذى يمتلك آلة قتل يستخدمها بدون حكمة أوعقل. أما الفارس المسلم الشجاع الكريم فإنه يقاتل من المسافة صفر، ويصعد فوق الدبابة ليضع عليها العبوة المتفجرة، وينتصر إيمانه على القوة الاسرائيلية الصلبة. وهذا نموذج للفارس المسلم يخرج ليروى للجماهير بكل صدق بطولات فرسان المقاومة وانجازاتها، وهو يرفع أصبع الشهادة ليقول للناس: إن شهادة أن لا آله إلا الله أقوى من كل الأسلحة الأمريكية والأوروبية التى يستخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي. والجماهير فى العالم كله تنتظر صورة الفارس المسلم الشجاع التى ستغير العالم، فتلك الصورة أصبحت تحتل مكانها فى قلوب الشباب المسلمين الذين كرهوا حياة الذل والعبودية، وأصبحوا يتطلعون للمجد والعزة والكرامة. والفرسان المسلمون الذين غيروا العالم وحرروا فلسطين وعلموا العالم هم أجدادنا الذين يستحقون أن نقلدهم فى مرحلة جديدة من الكفاح لبناء الحضارة الاسلامية، والمقاومة الفلسطينية أعادت تلك الصورة االجميلة إلى خيال شباب الذين سيقاتلون غدا من المسافة صفر، وسيصعدون على الدبابات ليفجروها، لذلك يمكن أن يشاهد العالم الكثير من الدبابات المحترقة بدون الاهتمام بالحدود السياسية، ولن تتمكن أية قوة غاشمة من الوقوف أمام الفرسان المسلمين. صورة الفارس المسلم فى غزة تعيد لنا الذاكرة والوعى والادراك وهدف الحياة وقوة الايمان ؛ لذلك ستثير هذه الصورة خيال الشباب، وستدفعهم لانتفاضة جديدة تغير الواقع وتبنى المستقبل.