20 سبتمبر 2025
تسجيللا تزال المذابح والمجازر الجماعية المتلاحقة وجرائم التطهير العرقي والإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، تتواصل كل يوم ولعل آخرها المجزرة البشعة التي ارتكبتها في مدرستي الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/ والتي تؤوي آلاف النازحين قسرا، وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات معظمهم من الأطفال والنساء، حيث استهدف القصف النازحين وهم نيام، وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها مدرسة الفاخورة لقصف مباشر من طائرات الاحتلال. ومنذ بدء العدوان في السابع من شهر أكتوبر الماضي، ظلت المدارس والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والمساجد والممتلكات العامة والخاصة هدفا لطائرات ومدفعية وبوارج الاحتلال، في حرب إبادة معلنة ومفتوحة تستهدف المدنيين الفلسطينيين تحت سمع وبصر المجتمع الدولي. إن هذه المجزرة المروعة، والجريمة الوحشية بحق المدنيين العزل، والتي تشكل تعديا سافرا على مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، تستوجب التحرك العاجل لفتح تحقيق دولي يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس والمستشفيات، كما تتطلب من المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته الاخلاقية والقانونية في محاسبة إسرائيل وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وتوفير الحماية اللازمة للنازحين. ظلت دولة قطر تحذر مرارا من أن صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من شأنه أن يزيد حالة الاحتقان، ويوسع دائرة العنف، ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار، وقد أثبتت الأيام النتائج الكارثية لهذا الصمت في ظل انعدام الأمل والثقة في الآليات الدولية وغياب الأفق السياسي لايجاد حل عادل وشامل للقضية.