18 سبتمبر 2025
تسجيلإذا ما تأملنا الحياة من حولنا نجدها متغيرة في الأصل، يتعاقب فيها الليل والنهار والفصول والانواء والأوقات، ونجد أنفسنا كل يوم في شأن، لذا يمكننا أن نجزم بأن التغير أقوى أداة لمواصلة الحياة من جهة ومحاربة الملل من جهة أخرى، فأنفسنا البشرية تنزع إلى ممارسة التغير بطرق حيوية وديناميكية تساعدها على تجدد نشاطها الذهني والحركي لتحقيق أهدافها. "التغيير" سنة من سنن الله في الكون، وإدارته ضمن منظومة حياتنا لابد أن تكون عملية ذكية وإيجابية حتى تحقق أهدافها، كما أنه يعتبر إحدى أهم الطرق الأساسية التي تساعدنا على الاستمرار والتطور والبقاء. وفي مقالي هذا استهدفت الكتابة عن " الإيجابي من التغيير " فقط، الذي يرتقي بالفرد ويدفعه للسموّ بذاته ويطورها، أما السلبي فلا حاجة لنا به، ولكن هل إحداث التغيير مسألة سهلة؟. هل نستطيع ممارسته متى ما شئنا ؟. هل يحتاج لوقت وجهد ؟. هل له سن معين ؟. الإجابة بالتأكيد "نعم " نعم.. التغير يحتاج إلى أهم عامل لحدوثه وهو (الرغبة الداخلية) بالدرجة الأولى لدى الشخص المغير والتي تدفعه إلى إحداثه، فبدون إرادة وعزيمة وإحساس صادق بضرورته لن يحدث ابداً. وإذا نظرنا إلى غالبية المغيرين من المبدعين والناجحين لوجدناهم عانوا كثيرا من الشعور بالخوف والقلق مبدئيا من حدوث التغير، إلا أنهم لم يتركوا المجال لهذا الخوف ليتمكن منهم، وواصلوا المشوار فتغير واقعهم إلى الأفضل، لذا وجب علينا أن نحوّل خوفنا من حاجز إلى دافع لمواصلة التغيير والإصرار على الوصول من خلاله إلى إهدافنا. يقول غاندي "إذا أردت تغيير العالم، فابدأ بنفسك وكن أنت التغيير الذي تريده"، وهذه هي أولى مراحل التغيير الإيجابي المتمثلة بالبدء بالنفس من حيث تحديد أولوياتها وما الذي تريد تغييره بالضبط، ادعو كل من يقرأ مقالي أن يصارح ذاته ويحدد أهدافها ومسارها وأن يكون شجاعاً في تلك الممارسة وسيرى النتائج التي ستبهره. عزيزي القارئ اجعل تغييرك "لأجلك " وليس لأجل أحد غيرك حتى تضمن استدامته، وتأكد أن تغييرك الإيجابي لن يكون صادقاً وشاملاً، ومستمراً ومنتظماً إلا بابتعادك عن التسويف في قرارك بتنفيذه وحدوثه لأجلك أولاً. ربما يتساءل البعض هل إحداث التغيير مرتبط بعمر معين ؟، أم أنه يمكن حدوثه في أي زمان ومكان؟. وللمتأمل في التغيير خلال عمر الإنسان يجد أن أعلى نسبة لحدوثه تكون في مرحلة الشباب؛ فالشباب هو القوة والنشاط والحيوية والطاقة المتجددة، وتكون فيه القدرة على التحمل والإنجاز والإنتاج عالية، لذا يعتبر هو أنسب وقت لإحداث أعلى نسب التغيير الإيجابي المعتمد على الذات، وهذا لا يتعارض مع حدوثه في مرحلة الطفولة أو الشيخوخة بنسب متفاوتة حسب الغرض منه. إن قرار اليوم مصير الغد، فقرارك الذي تتخذه اليوم نحو التغيير الإيجابي يجب أن يبدأ الآن لتجني ثماره في مستقبلك القريب، وستشعر بلذة الانتصار على نفسك وعلى كل المعوقات التي مررت بها وواجهتها لكي تصل لوجهتك المطلوبة وتحقق أهدافك على أرض الواقع. في الأخير؛ انتبه للمثبطين وفاقدي الأمل ومدمني السلبية، ابتعد ما استطعت عنهم وابدأ التغيير، وتذكر قول الله سبحانه "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". كاتبة قطرية ومدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] almutawa_somaya@