12 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب المستقبل لقطر العزم والثبات

19 نوفمبر 2017

رؤية غاية في الوضوح وبرنامج عمل مفعم بالأمل ورسائل بالغة الأهمية تضمنها خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى، كيف لا وهو أول خطاب لسموه في المجلس منذ فرض الحصار الجائر على قطر في 5 يونيو الماضي. وكما عودنا صاحب السمو، فقد جاء خطابه ليشكل خريطة طريق للمرحلة المقبلة، التي تعبر بها قطر إلى المستقبل بكل عزم وثبات في ظل قيادة نذرت نفسها لقطر وأهلها وعزها ومجدها وللأمة وخيرها ورفعتها. رسائل عديدة تضمنه الخطاب لا يمكن حصرها في كلمات محددة، لكنها محاولة للوقوف على أهم هذه الرسائل. الرسالة الأولى للشعب القطري والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، حيث عبر سموه في كافة الخطابات منذ الحصار عن كل معاني الثقة والاعتزاز والتقدير لأهل قطر، وفي هذا الإطار جاء حديث صاحب السمو بأن الأزمة الحالية أخرجت أفضل ما في الشعب من الكفاءات، وأن المجتمع القطري يعرف كيف يعيش حياته سواء أطال الحصار أم قصر، وصولا إلى تجديد سموه التقدير للشعب القطري والمقيمين في الدولة على وقوفهم في وجه الحصار بعزة وكبرياء وسمو في الأخلاق. الرسالة الثانية تركزت على سياسة قطر والمحددات التي تحكمها بخصوص الأزمة الخليجية، وهي تقوم على ضبط النفس والاعتدال في الرد، والتسامي فوق المهاترات والإسفاف، وأن هذا النهج كسب احترام العالم أجمع، وأن تسوية الأزمة تكون بالحوار واحترام السيادة والالتزامات المشتركة، وأن قطر تقدر لسمو أمير الكويت حرصه على مجلس التعاون. الرسالة الثالثة حول مجلس الشورى، حيث تخطو مسيرة تعزيز المشاركة الشعبية بكل ثبات نحو الوصول إلى الانتخابات، حيث تعمل الحكومة على الإعداد لانتخابات المجلس، بحيث يتم عرض تشريعات الانتخابات عليه في العام القادم. الرسالة الرابعة أكدت على واقع الاقتصاد القطري وثباته وقوته حيث إن دخل الفرد في قطر ما زال من الأعلى في العالم، وأن هذا لم يأت من فراغ بل نتيجة عمل دؤوب ومتواصل. ولكي تستمر عافية الاقتصاد فان الخطاب شمل خطة واعدة تحقق منها الكثير من قبيل إيجاد مصادر بديلة للسلع والخدمات، وتطوير منطقة صناعية مزودة بأحدث الخدمات، وبناء منشآت صناعية جاهزة للقطاع الخاص، وتنفيذ مشروعات التنمية لتحصين اقتصادنا، وإنشاء مناطق للتخزين وتطوير المناطق اللوجستية، وطرح عدد من مشروعات الأمن الغذائي، وتعزيز الاهتمام بالأمن المائي، ومواجهة محاولات النيل من الريال القطري، والحفاظ على الاستقرار المالي، وتسهيل الاستثمار وتقليل البيروقراطية، واستكمال مشاريع البنى التحتية وكأس العالم، وتطوير الموانئ البحرية والتوسع في عقد اتفاقيات النقل البحري، وتعزيز قدرات شركة الطيران القطرية، والإسراع في تنفيذ الاستراتيجية السياحية. الرسالة الخامسة بينت بوضوح المرامي والأهداف الخبيثة لدول الحصار، فهي لا تريد التوصل إلى حل، وتريد إشغالنا وتعطيل سياساتنا الداخلية والخارجية، وهي قبل ذلك وبعده أسيرة خطابها الإعلامي، وتواصل اتخاذ خطوات عقابية ضد الشعب القطري، ولا علاقة لحملتها على قطر بموضوع الإرهاب، وأنها تعمل على الإضرار باقتصادنا، وأن الحصار الجائر أهدر كل القيم والأعراف. الرسالة السادسة تركزت على موقف قطر من الملفات الإقليمية المشتعلة في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث جاء التأكيد على سياسة قطر الخارجية القائمة على دعم إنهاء الانقسام الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة، ودعم وحدة أراضي العراق، والتأكيد على وحدة سورية أرضا وشعباً، ودعم حكومة الوفاق الليبية وجهود الوساطة الدولية، ودعوة الأطراف إلى المصالحة في اليمن. قبل طلوع الفجر أكبر نعمة يعيشها الوطن أن تكون لديه قيادة تعرف ما تريد، وشعب لها عون ونصير. نبض الوطن قطر تمضي بعزم وثبات على خير وبألف خير في ظل تميم المجد.