18 سبتمبر 2025
تسجيللايمكن توصيف العملية التي نفذها الشهيدان الفلسطينيان عدي وغسان أبو جمل، المنحدران من جبل المكبر في القدس المحتلة، خارج إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي تجاوزت في أيامها الأخيرة حدود الممكن، والمتوقع، والمقبول، فلم تعد الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، والتجاوزات الخطيرة بشأنه ضمن المخطط الصهيوني التهويدي، مقتصرة على الدائرة الرسمية الضيقة، التي تقوم استراتيجيتها الخجولة على مبدأ "جس النبض"، ولا على الاستفزازات المتكررة لقطعان المستوطنين، بل تجاوز الأمر إلى أن أصبح تدنيس الأقصى عادة يومية لدى كبار متشددي حكومة نتنياهو اليمينية، وصقور التطرف من أعضاء "الكنيست".عملية الكنيس اليهودي، قد تكون الشرارة الأولى لإشعال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الاندلاع في ضوء مايعانيه الفلسطينيون من هضم الحقوق، وإهانة وإذلال، من جانب حكومة هي أقرب مايكون إلى توصيف "الحيوانات البشرية" الذي أطلقه نتنياهو على منفذي عملية الكنيس، فأي حيوانية، بل أي بهيمية فوق هدم البيوت على رؤوس أصحابها، وقتلهم وإعدامهم وتشريدهم بدم بارد ضمن سياسة العقاب الجماعي، بل وحرقهم أحياء دون أن يتحرك ساكن للمجتمع الدولي، أو البيت الأبيض الذي هب مساء أمس لإدانة هذه العملية المشروعة ضمن مقاومة الاحتلال.اسرائيل أغلقت باب السلام، وفتحت باب العنف، وعليها أن تستعد للاكتواء بناره، وحكومة التشدد والتطرف الاسرائيلي تقود شعبها إلى نفق مظلم، كما تقود المنطقة بأسرها إلى وضع متفجر، إن لم يتداركه المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل، والعمل على وقف التغول الاستيطاني اليهودي في القدس الشرقية ولجم المتطرفين اليهود عن المطالبة بالحق في الصلاة في المسجد الاقصى، والعمل على وضع سقف زمني لنهاية الاحتلال، وإنقاذ القدس والضفة الغربية من سياسة الأرض المحروقة، وإلا ستكون الكارثة.